صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.


لامات مولد



كان عالَمًا متداعيا1 قد شارف2 النهاية .. خلاصة ما يقال فيه : انه عالم فقد العقيدة كما فقد النظام ..

أي أنه فقد أسباب الطمأنينة في الباطن والظاهر .. طمأنينة الباطن التي تنشأ من الركون3 الى قوة في الغيب ، تبسط العدل ، وتحمي الضعف، وتجزي الظلم ، وتختار الأصلح الأكمل من جميع الأمور .

وطمأنينة الظاهر التي تنشأ من الركون إلى دولة تقضي بالشريعة ، وتفصل بين البغاة4 والأبرياء، وتحرس الطريق، وتخفيف العائثين5 بالفساد .

بيزنطة قد خرجت من الدين إلى الجدل6 العقيم7 الذي أصبح بعد ذلك علما عليها، وتضاءلت سطوتها8 في البر والبحر حتى طمع فيها من كان يحتمي بجوارها .

وفارس قد سخر فيها المجوس من دين المجوس .. وكمنت حول عرشها كوامن الغيلة9، وبواعث الفتن، ونوازع الشهوات .

والحبشة ضائعة بين الأوثان المستعارة من الحضارة تارة ومن الهمجية تارة، وبين التوحيد الذي هو ضرب من عبادة الأوثان . ثم هي بعد هذا التشويه في الدين ، ليست بذات رسالة في الدنيا ولا بذات طور من أطوار التاريخ .. فليس لها عمل باق في سجل الأعمال الباقيات.

عالم يتطلع إلى حال غير حاله .. عالم يتهيأ للتبديل أو للهدم ثم للبناء.


  1. اي ضعيفا غير متماسك
  2. المراد : قارب
  3. من ركن : اي مال وسكن
  4. الجناة الظالمين
  5. العيث : الافساد
  6. النقاش والحوار
  7. غير المفيد
  8. ضعفت قوتها
  9. المراد : بواطن الشر والهلاك
١٢