صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/112

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بعد پرچوه حلب من أصدقائه وأعدائه وأخر صورة يتصورها المنصف هنا : هي صورة رجل فرغ اللذاته، وجلس ينتقي واحدة واحدة من الحسان علی. عندها من متاع ، فانما كان الاختيار كله على حسب حاجتهن الى الايواء الشريف أو على . المصلحة الكبرى التي تقضي باتصال الرحم بينه و بين سادات العرب و اساسلين الجزيرة ، ولا استثناء في هذه الخصلة لزوجة واحدة بين جميع زوجاته ، حتي التي بني بها فتاة بكرا موسومة (۱) بالجمال وهي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه الا أن المشهرين المتقولين نسوا كل حقيقة من حقائق هذه الحياة الزوجية التي سجلت لنا بأدق تفصیلاتها ، ولم يذكروا الا شيئا واحدا حرفوه عن معناه ودلالته، ليفتروا على النبي ما طاب لهم أن يفتروه ، وذاك انه جمع في وقت واحد بين تسع زوجات • نسوا أنه اتسم (۲) بالطهر والعفة في شبابه، فلم يستبع قط لنفسه ما كان شباب الجاهلية يستبيحونه لأنفسهم من اللهو المطروق لكل طارق ، في غير مشقة عندهم ولا معابة ونسوا أنه بقي إلى نحو الخامسة والعشرين لم يتعسف في مطلب الزواج الحلال وهو ميسر له تیسره لكل فتی وسیم حسيب منظور اليه بين الأسر و بين الفتيات ونسوا أنه لما تزوج في تلك السن كان زواجه بسيدة في الأربعين اكتفى بها الى أن توقيت و هو يجاوز الخمسين ونسوا أنه اختار احسا با في حاجة إلى التالف أو الرعاية ، ولم يختر جمالا مطلوبا للمتاع ونسوا أن الرجل الذي وصفوه بما وصفوا من تغليب لذات الحسد لم يكن يشبع في بعض أيامه من خبز الشعير ، ولم يجاوز حياة القناعة قط لارضاء نسائه وارضاء نفسه ، ولو شام لما كلفه ارضاء نفسه وارضاؤهن غير القليل بالقياس الى ما في يديه نسوا كل هذا وهو ثابت في التاريخ ثبوت عدد النساء اللاتي جمع بينهن عليه السلام . فلماذا نستوه ؟ . . . ا- المراد : متصفة ۲- اتسم بكذا : عرفه به +