صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 حفصية ه 6 بالمصاهرة التي شرف بها أبا بكر من قبله ، وقال : يتزوج من هو خير من أبي بكر وعثمان ورملة بنت أبي سفيان : تركت اباها لتسلم ، وتركت وطنها التهاجر مع زوجها الى الحبشة ، ثم تنصر زوجها وفارقها وهي غريبة هناك بغير عائل(۱)، فأرسل النبي إلى النجاشي في طلبها لينقذها من ضياع الغربة، وضياع الأهل، وضياع القرين، فكانت النجدة الانسانية باعث هذا الزواج ولم يكن له باعث من المتعة والاستزادة من النساء ، وكان للنبي مقصد جلیل من وراء هذا الزواج الذي لم يفكر فيه حتى ألجأته النجدة الى التفكير فيه وهو أن يصل بينه وبين أبي سفيان بأصرة (۲) النسب ، عسی أن يهديه ذلك الى الدين ، بما يعطف من قلبه ، و يرضي من كبريائه • وكان اعزاز من ذلوا بعد عزة : سنة النبي عليه السلام في معاملة جميع الناس ولا سيما النساء اللاتي تنكسر قلوبهن في الذل بعد فقد الحماة والاقرباء ، ولهذا خير صفية الاسرائيلية سيدة بني قريظة بين أن يلحقها بأهلها وأن يعتقها ويتزوج بها، فاختارت الزواج منه عليه السلام هو آية الآيات في رعاية الشعور الانساني انه عليه السلام انبه (۳) صفيه (4) بلالا ، لأنه مر بها و بابنة عمها على قتلى اليهود . فقال له مغضبا : « أنزعت الرحمة من قلبك حين تمر بالمرأتين على قتلاهما ؟، واحتقرتها زينب فلقبتها يوما باليهودية، فهجرها شهرا لا يكلمها، ليأخذ بناصر هذه الغريبة ، ويدفع عنها الضيم (2) 6

تتكشف لنا مراجعة الحياة الزوجية لمحمد عليه السلام عن هذه الأسباب وشبيهاتها من دواعي اختياره لنسائه واستجماعه لهذا العدد من الزوجات في حين واحد ولا حرج - كما أسلفنا على رجل قويم الفطرة أن يلتمس المتعة في زواجه ، ولكن الذي حدث فعلا أن المتعة لم تكن قط مقدمة في الاعتبار عند نظر النبي في اختيار واحدة من زوجاته قبل الدعوة أو بعدها، وفي ابان (1) الشباب أو بعد تجاوز الكهولة . عاله : كفاه معاشه 2- رابطة - لام - مصطفاه - الذل - أي قت وحين •