صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

للذات الحس سلطان في هذا الزواج لكان أيسر شيء على النبي أن يتزوجها ابتداء، ولا يروضها(۱) على قبول زيد، وهي تأباه (۲) فقد كانت ابنة عمته يراها من طفولتها ، ولا يفاجئه من حسنها شيء كان يجهله عرض عليها زيدا وشدد عليها في قبوله فلما تجافی (۳) الزوجان ، و تكررت شكوى زيد من اعراضها عنه وترفعها عليه، واغلاظها القول له كان زواج النبي بها . حلا المشكلة ، پيتية بين ربيب في منزلة الابن ، وابنة عمة أطاعته في زواج لم يقرن بالتوفيق أما سائر زوجاته عليه السلام، فما من واحدة منهن - رضي عنهن - الا كان لزواجه بها سبب من المصلحة العامة أو من المروءة والنخوة دون ما يهذر (4) به المرجفون من لذات الحس المزعومة . فأم سلمة : كانت كهلة مسنة خطبها ، كما قالت له معتذرة اليه ، لاعفائه من تکليف نفسه أن يتزوجها ، جبرا الخاطرها بعد موت زوجها عبد الله المخزومي من جرح أصابه في غزوة أحد " ولما برح بها الحزن لوفاته واساما رسول الله قائلا : سلي الله أن يؤجرك في مصيبتك ، وأن يخلفك خيرا » فقالت : « ومن يكون خيرا من أبي سلمة ؟» فأوجب على نفسه خطبتها لأنها تعلم أنه خير من أبي سلمة ، ولأنه يعلم أن أبا بکر و عمر خطباها فترفقت في الاعتذار ، وهما أعظم المسلمين قدرا بعد النبي عليه السلام وجويرية بنت الحارث سيد قومه . كانت احدى السبايا في غزوة بني المصطلق، فتزوجها النبي ليعتقها، و يحض المسلمين على عتق أسراهم وسباياهم تفريجا عنهم و تألفا لقلوبهم ، فأسلموا جميعا وحسن اسلامهم ، وخيرها أبوها بين العودة اليه والبقاء في حرم رسول الله فاختارت البقاء في حرم رسول الله وحفصة بنت عمر بن الخطاب: مات زوجها فعرضها ابوهاعلى ابي بكر فسكت ، و على عثمان فسكت وبث (۵) عمر أسفه للنبي فلم يكن للنبي عليه السلام أن يضن على وليه وصديقه 6 و د ا- أي يذللها - ترففیه ۳ - سب بينهما التجاني والكراهية - الهذر : الخيان واهذر في كلامه : اكثر و. ابنه سمره : اظهره له 1- الاسف : أشد الحزن ، وأسف عليه: غضب .