صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

فاته أن يحسب له هدى الضمير . ولكنها أصنام شائهات1 كتعاويذ السحر التي تفسد الأذواق وتفسد العقول، فنقلهم محمد من عبادة هذه الدمامة2 الى عبادة الحق الأعلى .. عبادة خالق الكون الذي لا خالق سواه، ونقل العالم كله من ركود3 الى حركة ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانة4 حيوانية إلى كرامة إنسانية، ولم ينقله هذه النقلة قبله ولا بعده أحد من أصحاب الدعوات .


ان عمله هذا لكافٍ لتخويله المكان الأسنى بين صفوف الأخيار الخالدين، فما من أحد يضن5 على صاحب هذا العمل بالتوقير6 ثم يجود بالتوقير على اسم إنسان.

إلا أننا نمضي خطوة وراء هذا ، حين نقول ان التعظيم حق «لعبقرية محمد» ولو لم تقترن بعمل محمد ..

لأن العبقرية قيمة في النفس قبل أن تُبرزها7 الاعمال، ويكتب لها التوفيق، وهي وحدها قيمة يُغالى8 بها التقويم .

فإذا رجح بمحمد ميزان العبقرية، وميزان العمل، وميزان العقيدة .. فهو نبي عظيم وبطل عظيم وانسان عظيم.

وحسبنا من كتابنا هذا أن يكون بنانا9 تومئ10 الى تلك العظمة في آفاقها، فإن البنان لأقدر على الاشارة من الباع11 على الاحاطة، وأفضل من عجز المحيط طاقة المشير

عباس محمود العقاد

  1. قبيحات
  2. الأصنام القبيحة
  3. خمول وسكون
  4. مذلة
  5. يبخل
  6. التعظيم
  7. تظهرها
  8. غالى بالشيء : اشتراه بثمن غال
  9. اصبع
  10. تشير
  11. الباع قدر مد اليدين
١١