صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

فماذا يساوي انسان لا يساوي الانسان العظيم شيئا لديه ؟ وأي معرفة بحق من الحقوق يناط1 بها الرجاء اذا كان حق العظمة بين الناس غير معروف؟ .. وإذا ضاع العظيم بين أناس، فكيف لا يضيع بينهم الصغير؟ .

لهذا كان تقدير «محمد» بالقياس الذي يفهمه المعاصرون ويتساوى في اقراره المسلمون وغير المسلمين، نافعا في هذا الزمن الذي التوت فيه مقاييس التقدير ..

إنه لنافع لمن يقدرون محمدا، وليس بنافع لمحمد أن يقدِّروه لأنه في عظمته الخالدة لا يضار2 بانكار، ولا ينال منه بغي3 الجهلاء إلا كما نال منه بغي الكفار .

وإنه لنافع للمسلم أن يقدر محمدا بالشواهد والبينات التي يراها غير المسلم، فلا يسعه الا أن يقدرها ويجري على مجراه فيها .. لأن مسلما يقدر محمدا على هذا النحو يحب محمدا مرتين : مرة بحكم دينه الذي لا يشاركه فيه غيره ، ومرة بحكم الشمائل الانسانية التي يشترك فيها جميع الناس..

وحسبنا من «عبقرية محمد» أن نقيم البرهان على أن محمدًا عظيم في كل ميزان: عظيم في ميزان الدين، وعظيم في ميزان العلم، وعظيم في ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد ولا يسعهم أن يختلفوا في الطبائع الآدمية، الا ان يرين4 العنت5 على الطبائع فتنحرف عن السواء وهي خاسرة بانحرافها، ولا خسارة على السواء.

* * *

ان عمل محمد لكاف جد الكفاية لتخويله6 المكان الأسنى7 من التعظيم والإعجاب والثناء ..

انه نقل قومه من الايمان بالأصنام إلى الايمان بالله ، ولم تكن أصناما كأصنام يونان يحسب للمعجب بها ذوق الجمال إن


  1. بتملق
  2. يصيبه ضرر
  3. عدوان وظلم
  4. يغلب
  5. الإثم
  6. تمليكه
  7. الرفيع
١٠