من أحد معهم فانه آمن على أما عهده لهم فقد كان مثالا السماحة والمروءة لا يطمع فيه طامع أهل حضارة من حضارات التاريخ كائنة ما كانت فكتب لهم العهد الذي قال فيه : « ... هذا ما أعطى عبد أمير المؤمنين أهل ایلیاء من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنا نسهم وصلبانهم وسقيمها وبرينها وسائر ملتها : أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقض منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ، ولا يسكن بایلیاء من اليهود .. وعلى أهل ایلیاء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن وأن يخرجوا منها الروم واللصوت، فمن خرج عنهم نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعلية مثل ما على أهل الياء من الجزية أهل ایلباء أن يسير بنفسه وماله من الروم ويخلي ببيعهم وصلبهم فانهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم وليس الذي عهد من ظافر أن يطمع في أمان أكرم من هذا الأمان وانه لقد كان يعطيهم عليه وعلى قومه هذه العهود ثم لا يقنع بها حتی يشفعها بالو مساية للولاة أن يمنعوا المسلمين من ظلم أهل الذمة ، وأن يوفي لهم بعهدهم وينضح عنهم ولا يكلفوا فوق طاقتهم : کتب بذلك إلى أبي عبيدة كما كتب الى غيره من الولاة وأوصى به في وصيته قبل أن 6 ،، ومن أحب من يموت (0) . وما شكا إليه مظلوم من أهل الذمة واليا كبر أو صغر الا أنصفه منه . بعث زياد بن حدير الاسدي على عشور العراق والشام . فمر عليه تغلبی نصراني معه فرس قوموها بعشرين ألفا . فخيره أن ينزل عن الفرس ويأخذ تسعة عشر ألفا أو يمسكها ويعطى الألف ضريبة . فأعطاه التغلبی ألفا وأمسك فرسه ، ثم مر عليه راجعا في سنته فطالبه بضريبة أخرى فأبى وشكام الى عمر وقص عليه قصته فما زاد على أن قال له : کھیت !.. ثم رجع التغلبي الى زياد وقد وطن نفسه على أن يعطيه ألفا أخرى ، فوجد (۱): اللصوص (۲) البنيع : الكنائسی (۳) أي منتصر . (4) أي یزب ويرفع (5) جمع عشر : (1) أی هيأ .
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/97
المظهر