صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/96

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وعمر ع من الذي يليه أشعث مغبرا علیه اطلاس"، فقال : لا. ولا كل هذا .. ان عاملنا ليس بالشعث ولا العافي .. كلوا واشربوا وادهنوا انكم ستعلمون الذي أكره من أمركم ومن تمام العلم باسلام عمر أن نعلم فضل اسلامه مع من لم يكن من أهل الإسلام ، فان الحق الذي يتبعه الرجل أهل دينه وحدهم لحق محدود ، يدخل في باب السياسة القومية أكثر من دخوله في باب الفضيلة الانسانية . وأنما يصبح جديرا باسم الحق، حين يتبعه الرجل مع أهل دينه الخارجين عليه كان ولا ريب أشد المسلمين في اسلامه فلو كان الاسلام ظالما بطبيعته لمن لم يدخلوا فيه : لكان عمر أشد المسلمين ظلما لهم وقسوة عليهم . لكنه كان في الواقع أشد المسلمين رعاية لعهدهم من كان أشد المسلمين غيرة على دينه وعمار بأدبه فكان شا نه حاربوه شأن المحارب الشريف ، ولن ينتظر محارب من محارب الى آخر الزمان معاملة أقوم ولا أصدق مع من صالحوه وعاهدوه أن يفي بعهدهم ويخلص في الوفاء به اخلاص من يطالب نفسه به قبل أن يطالبوه ، ومن يراقب نفسه فيه قبل أن يراقبوه كتب للنصارى في بيت المقدس أمانا على أنفسهم وأولادهم ونسائهم وأموالهم وجميع كنائسهم لا تهدم ولا تسكن ، وحان وقت الصلاة وهو كنيسة القيامة فخرج وصلى خارج الكنيسة على الدرجة التي على بابها بمفرده . وقال للبطرك : لو صليت داخل الكنيسة لأخذها المسلمون. من بعدي وقالوا : هنا صلی عمر !.. ثم کتس کتابا يوصي به المسلمين ألا يصلي أحد منهم على الدرجة الا واحدا واحدا غير مجتمعين للصلاة فيها ولا مؤذنين عليها وكذلك كان يفعل في كل موضع صلي فيه من الكنائس التي عاهد النصارى على تركها وتحريم هدمها (1) : المنبر الراس - (۲) : ثياب خلقة بالية . من معاملة عمر المحاربيه وكان شأنه جالس في صحن . وسكناها