وندر بين أئمة الدين من غاص في أدب قومه غوصه ، ووعي من أشعارهم وطرفهم مثل ما وعاه . قال الأصمعي : ما
- ما قطع عمر أمرا الا تمثل
فيه ببيت من الشعر. ونحن نرجع الى الشعر الذي تمثل به فنراه في أحسن موقع وأصدق شاهد ، وتلمح من قليل أخباره في خلوته أن الأدب كان جانبا من جوانبه التي ترق فيها حاشيته ويأنس فيها الى قلبه ويرجع فيها انی فطرته . جاء عبد الرحمن بن عوف الى بابه فوجده مستلقيا على مزحفة له ، واحدي رجليه على الأخرى ، وهو ينشد بصوت عال : وكيف ثواني بالمدينة بعدما قضى وطرا منها جميل بن معمر فلما دخل عبد الرحمن وجلس قال له : يا أبا محمد ، انا اذا خلونا قلنا كما يقول الناس ولم يقصر اعجابه بالشعراء ، على الذين وافقوا المواعظ والسنن الدينية ، بل نظر في فنهم وفاضل بينهم في بلاغتهم ، ففضل امرأ القيس لأنه « سابقهم خسف لهم عين الشعر فافتقر عن معان عور أصح ونوادره مع الشعراء والرواة كثيرة تدل على شغفه بالبلاغة الصادقة وحفظه لأجمل ما يحفظ بين أهل عصره ، كما تدل على ذلك خطبه ورسائله وشواهده وأمثاله أنه نظم الشعر أو لا يصح ، فقد نسبت اليه أبيات وأنكر أنه شاعر حيث يقول : لو نظمت الشعر لقلته في رثاء أخي . ولكن الصحيح أنه كان الشعر البليغ ويرويه ويوصي بروايته ، وأنه نشا في قوم يحبون مثل ما أحب ، ويعجبون بمثل ما أعجبه ، ومنهم أبوه الذي نظم الشعر في أكثر من مناسبة وروى عنه أنه قال لما توعده ابن أمية : أيوعدني أبو عمرو ودوني رجال لا ينهنهها الوعيد بهر وقد بمج فو أبو عمرو (4)
- *
ربيع المعدمين وكل جار اذا نزلت بهم سنة. كؤود هم الرأس المقدم من قریش وعند بيوتهم تلقى الوفود (1) أطال الاقامة به ، أو نزل به . (۲) الحاجة . (۳) معنى العبارة : أي استنبط عين الشعر ، وشق طريق المعاني ، وأتي بالشوارد الحسان (4) نهنهله عن الشيء : أي كفه وزجره (9) اي شاقة .