(۱) مر عمر یان عمر (1) (1) کرهوا المنكر الذي كان يشيع في الجاهلية ، أو لأنهم ورثوا النزعة الدينية والخلائق المستقيمة ، أو لأنهم جبلوا على روحانية تصل بينهم و بين عالم الغيب وحظيرة الأسرار ، أو لأنهم قد رضت لهم عارضة موقوتة حرکت ما فيهم من كوامن تلك الأسباب وكل أولئك كان عمر على استعداد له عظیم وكل أولئك لم يكن فيه بالوسه وسط المكرر ، بل كان فيه العلم المرتفع المضيء بين الأعلام بليغا النقد للبلاغة ، هواه منها الصدق والطبع وجمال الننصیل .. فكان يطرب لقول زهير : فان الحق مقطعه ثلاث يمين أو نفار أو جلاء ويقول كلما أنشده معجبا : ما أحسن ما قسم ! .. وسماه شاعر الشعراء لأنه لا يعاظل بين القوافي ولا يتبع حوشي الكلام وربما قضي الليلة ينشد شعره حتى يبرق الفجر فيقول لجليسه : « الآن اقرأ يا عبد الله » جاءه يوما بعض آل هرم بن سنان ممدوح زهير فقال أما وان زهرا كان يقول فيكم فيحسن ، فقيل له : كذلك كنا نعطه فنجزل"، فعاد عمر يقول : ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم وجاءه وفد من غطفان فسألهم : من الذي يقول : حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب قالوا : نابغة بني ذبيان . فسألهم : ومن الذي يقول : أتيتك عاريا خلقا ثيابی على رجل نظن بي الظنون فألفيت الأمانة الم تخنها كذلك كان نوح لا يخون قالوا : هو النابغة . فقال : هو أشعر شعرائكم وطالما أعجب بقول عبدة بن الطبيب : والمرء سماع الأمر ليس بدرکه والعيش شح واشفاق و تأمیل وينشده فيقول : على هذا بنيت الدنيا ! .. (1) أي طبعوا ، (۲) من النفور ، ونفار الشيء من الشيء : تجافيه عنه وتباعده (3) الظهور والوضوح (4) ضمن (5) أي خيشبه وغريبة (6) أي نغدق العطاء . (۷) الثوب الخليق : القديم البالي عمر
(1)
(۲). .
.