مِفتاحُ الشخصية هو الأداةُ الصغيرةُ التي تفتح لنا أبوابها، وتنفذ بنا وراء أسوارها وجدرانها، وهو كمِفْتاح البيت في كثير من المشابه والأغراض، فيكون البيت كالحصن المغلق، ما لم تكن معك هذه الأداة الصغيرة التي قد تحملها في أصغر جيب، فإذا عالجته بها فلا حصن ولا إغلاق!..
وليس مِفْتاح البيتِ وصفًا له، ولا تمثيلًا لشكله واتساعه، وكذلك مفتاح الشخصية ليس بوصف لها، ولا بتمثيل لخصائصها ومزاياها، ولكنه أداة تنفذ بك إلى دخائلها ولا تزيد.
ولكل شخصية إنسانية مفتاح يسهل الوصول إليه أو يصعب على حسب اختلاف الشخصيات، وهنا أيضًا مقاربة في الشكل والغرض من مفاتيح البيوت.. فرُبَّ بيت شامخ١ عليه باب مكين٢ يعالجه مفتاح صغير، ورب بيت ضئيل عليه باب مزعزع٣ يحار فيه كل مفتاح.
فليست السهولةُ والصعوبةُ هنا معلقتين بالكبر والصغر، ولا بالحسن والدمامة٤، ولا بالفضيلة والنقيصة، فرب شخصية عظيمة سهلة المفتاح، ورب شخصية هزيلة ومفتاحها خفي أو عسير.
وقد يحيرنا الرجل الذي قيل في وصفه مثل ما قيل في ابن عباد:
فإننا لا نستطيع أن ننفذ منه إلى مواضع اللوم أو مواضع الثناء،