صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/235

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۳۷ . - اذا وقد شاركهم في هذه المؤامرة يهودی مغلوب تظاهر بالاسلام وهو المسمى بكعب الأحبار ، ولعله أراد أن يكسب سمعة العلم بالأسرار من علمه بالمؤامرة ، فذهب إلى عمر قبل ثلاثة أيام من مقتله ينذره أن يختار ولي عهده لأنه ميت في ثلاثة أيام ... فسأله عمر : وما يدريك { .. قال : أجده في كتاب الله التوراة . فلم تجز هذه الدعوة على عمر ، وعاد ساله : « الله !.. انك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة ، فأشفق) الرجل أن ينكشف دجله وقال : « بل أجد صفتك وحليتك وانه قد فني أجلك .. ثم كرر له النذير مرتين في اليومين التاليين فعمر انما ذهب رحمه الله شهید مؤامرة من أعداء الدولة الاسلامية لا شك فيها، وما كانت قصة الخراج الا الستار الذي يتواری به المتأمرون بالمدينة والبلاد الأخرى مخافة القصاص الذي يحيق بهم جهروا بما دبروه ، أو جهروا بالعلة التي من أجلها تربصوا بذلك التدبير أحرى أن يعد جزءا من أكبر اجزاء سيرته ولا يحسب تلك السيرة دون أن تضيف اليها ... فقد تمثلت في مقتله مزاياه الكبار التي تمثلت في جلال أعماله وعظائم مساعيه وخصاله ، فكان عمر الصريع قدوة في الشجاعة وتقديم الواجب والايثار على النفس ومحاسبة الضمير وسداد التدبير ، كما كان عمر في أصح ساعاته وأسلمها للعمل والتفكير وكان رضي الله عنه ينظر الى الحياة كأنها رسالة تؤدي ما استطيع أداؤها ثم لا معنى لها إذا فرغ من رسالتها أو حيل بينه وبين أدائها ، فبعد الحجة التي مات على أثرها أناخ بالأبطح ثم كوم كومة من البطحاء القي عليها طرف ردائه واستلقي عليها ورفع يديه إلى السماء ، ودعا الله : « اللهم كبرت سني وضعفت قوتی ، وانتشرت رعیتی ، فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط ، اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، واجعل موتی في بلد رسولك » مضت أسابيع فخرج يوما قبيل الفجر يوقظ الناس ثم يسوى (۱) أي خاف . (۲) ينزل ان مقتل عمر نهاية تختم