() من عمر
. . ما خاصة قبل سائر أهله . فذلك عمل له لم ينقطع عنه طوال حياته ، ولكنا نكتفي بمثل من أمثال عديدة متواترة وهو قضاؤه في اتجار أبنائه بمال من بيت مال المسلمين ، وذاك أن ابنيه عبد الله وعبيد الله خرجا في جيش الى العراق ، فلما قفل نزلا بالبصرة وذهبا الى أبي موسى الأشعري وهو أميرها ، فقال لهما : لو أقدر على أمر أنفعكما به { .. ثم عرض عليهما ان يحملا الى أبيهما مالا مال الله فيشتريا به متاعا العراق يبيعانه بالمدينة ، ثم يؤدیان رأس المال ويكون لهما الريح . فلما علم سألهما أكل الجيش أسلفه .. ثم أمرهما أن يؤديا المال وربحه ... فسكت عبد الله وقال عبيد الله : ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا . لو نقص هذا المال أو هلك لضمناه ! وقال رجل في المجلس : يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضا .. فأخذ رأس المال ونصفه ربحه ، وأخذ أبناه نصف المال وانما كان عمر يتقی محاباة الولاة لأبنائه وذويه واقرار هذه المحاباة باذنه ، ولكنه كان يقترض من بیت المال ليتجر ويربح أهله ، ويلجا الى التجارة لقلة رزقه الذي فرضه لنفسه من پیت مال المسلمين ، وقد فرض رزقه لنفسه بعد مشاورة أصحاب رسول الله فقال عثمان : كل واطعم ، وقال علي : ما يصلحك ويصلح عيالك بالمعروف ، وقال هو : أن افتقرت أكلت بالمعروف وان أيسرت قضيت وكان يقترض فيعسر فيتأخر قضاؤه ، فيأتيه صاحب بیت المال ويشتد في تقاضيه ، فيحتال له عمر ويؤجله الى أن يستحق عطاءه المسلمين ، فيسد به دینه . ومع هذا كان يشفق أن يقترض من بيت المال الا أن يتعذر عليه الاقتراض من بعض صحبه ، فأرسل مرة الى عبد الرحمن بن عوف في طلب أربعة آلاف درهم يجهز بها عيرا الى الشام ، فعاد الرسول يقول له : خذها من بیت المال ثم ردها ! .. وشق ذلك عليه فلقى صاحبه وعلم منه صدق ما بلغه فقال : أفشن مت قبل أن تجيء قلتم أخذها أمير المؤمنين (۱) قفلا : أي رجعا يعيش به في 4
.