عمر رفيها عمر من ولعمري ان في هذه القصة الصغيرة من الدلالة عليه لما يغني عن قصص ، وفيها انسان عطوف ، وفيها عمر رجل سوار الطبيعة ، صاحب خلق مكين يكبح من طبيعته كل سورة جاوزت حد العدل والإنصاف ، وهذا هو عمر في شتى نواحيه ، وقد تدل هذه القصة على شيء يبرد من بعض اللوم في تطلیقه أم هذا الولد ، فاسمها عاصية واسم أمها الشموس ، وكأنهما - كما ينبیء عنهما هذان الاسمان - من أسرة تباهي بدلال بناتها وشموسهن وتختار لهن الأسماء ما يدل على هذه الخصلة ، وقد يضيف الى توكيد هذه الخصلة فيهن أن عاصية غضبت حين اختار لها اسم جميلة وقالت له : سميتني باسم الاماء ! .. ثم اختار لها النبي هذا ، فقالت : يا رسول الله !.. أتيته عمر فسماني جميلة فغضبت ، قال عليه السلام : أو ما علمت أن الله عز وجل عند لسان عمر وقلبه . فكأنها نشأت في قوم يعتقدون أن التحسين والترغيب انما هو من شأن الاسماء ، وان الشموس والعصيان أليق بالحرائر وان أحببن أزواجهن وأحبوهن ، فان كان في تطليقها مأخذ على فقد يكون فيه ماخذ عليها تفسر لنا افتراقها بعد ما أحبها وأحبته عمر الاسم 6 عمر
(۱) 131 ورزق عمر الذرية من ذكور واناث نجباء" ونجيبات ، فقرت عينه بهم لأنه كان كاهل البداوة كافة يستكثر من الذرية ويوصي الناس أن يستكثروا منها ، وكانوا جميعا عنده بمكان الحب والمودة لا يخشی الانحراف عن العدل من جانب كما يخشاه من جانب هذه الذرية أو جانب أهله على التعميم ، ولهذا كان يجمعهم نهي الناس عن حوزة حق من الحقوق فيبلغهم أنه قد نهى عنه ويذكرهم « إن الناس ينظرون اليكم نظر الطير الى اللحم » ويقسم لهم لئن فعله أحد منهم ليضاعفن عليه العقوبة ! وليس بنا أن نحصي فتاواه وأقضيته في محاسبة أهله أو محاسبة أبنائه (۱) النجيب : الكريم