صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/225

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. . محمد انسان عظیم ، وعمر رجل عظيم . وهذا هو الفارق بينهما كما بیناه في مناسبة سابقة . وانما الفارق بينهما في المناسبة التي نحن بصددها أن الرجل العظيم يرحم المرأة كما يرحمها الجندي في معرض القوة والنضال ، ولكنه يأنف أن يستكين لسلطانها في معرض الهوى والفتنة ، فیکسرها ولا ينكسر لها اذا لجت في الغرور وانطلقت في عنانه . ومن ثم استصغر عمر ولده نفسه .. عبد الله - لأنه عجز عن تطليق زوجه . فلما أشاروا عليه باستخلافه قال لمن كلمه في ذلك : و ويحك ! کیف استخلف رجلا عجز عن طلاق امرأته .. » أما الانسان العظيم فهو يشمل ضعف الانسانية كله ويعطف عليه ومنه ضعف المرأة في غرورها واعتزاز ها بدلال الضعف على القوة ، لأنه في حقيقته إعتزاز بمكانها منها وتقدير لتلك القوة في بعض نواحيها . فهو يرى في تكبر المرأة إذا كانت كبيرة عنده نوعا من الاعتراف بكبره ، وهو يقف معها في ميدان كما يقف كل ذكر وأنتي ، لأن میدانه هو يشمل الميدانين مجتمعين اذ هو ميدان الانسان كله والانسانية جمعاء لا

عائشة رضي على أن شأن الرجل مع المرأة لا يظهر من رأى الرجل فيها كما يظهر من رأيها فيه : فبعد معاملة عمر للمرأة وقوله فيها يبقى له شأن في عالمها يظهر لنا من رأيها هي فيه... وقد أكبرت سيدة نساء العصر عمر فوصفته بأنه كان نسيج وحده ، وهي الله عنها ، وجمعت الشفاء بنت عبد الله بعض صفاته فقالت انه « کان اذا تكلم أسمع ، واذا مشي أسرع ، واذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقا » . وصاحت أم أيمن مرضعة النبي يوم أصيب : اليوم وهي الاسلام .. وعلينا نحن أن نسأل المرأة في عصر عمر عن مثال الرجل في عصرها ولا نسأل فيه نساء زمان غير ذلك الزمان . وما نخالنا نعرف رأى المراة يومئذ في الرجل الذي يكبر في عينيها كما نعرفه من امرأة هي: هند بنت (۱) وهي السقاء : تحزن وانشق ، ووهي الحائط : ضعف و كاد يسقط.