عمر في بيته (1) كان الخليفة الأكبر - صاحب الأمر في الجزيرة العربية ، وصاحب الغلبة على ملك الأكاسرة والقياصرة والفراعنة ، ومدير الحكم في الرقعة الوسطى بين قارات العالم المعمور - رجلا فقيرا يعيش في بيته عيشة و يقنع من الغذاء والكساء بحظ لا يتمناه كثير من الرجال ، و يزهد فيه كثير من فمن غير العجيب أن يخطب بعض النساء فيأبين عيشه ، وقد أبي مثل هذا العيش نساء النبي عليه السلام ، فلم يقبلنه الا وقد خيرن بينه وبين الكناف"، النساء 1 الطلاق I. 6 {۴) .. من وما تدري أي الشهادات الحكم الخليفة الأكبر أغلى وأجمل ، فان الشهادات لحكمه أكثر من أن تحصى، وهي جمیعا مما تغالی به السير وتزدان بجمانه . ولكنا لا نعرف بينها ما هو أغلى وأجمل من هاتين الشهادتين : أن يعيش في بيته عیشا لا يشتهى ، وأن تكون في يده صولة الملك فلا ترى فيها امرأة من النساء خلابة ثغره ها ولا ضولة تخيفها أن ترفضها وتأباها ان امرأة واحدة ترفض عمر لأغلى في الشهادة له ألف امرأة يقبلن على بيته ويطمعن في سلطانه وقد وصفته امرأة خطبها ورفضته وصفا ، ، لم نسمع فيما قيل عن ايمانه بالله أصدق منه ولا أوجز وأوفي ، فقالت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة : انه رجل « أذهله أمر آخرته عن أمر دنياه ، كأنه ينظر الى ربه بعينه ) والذي نعنيه من الوصف هو قولها عن مخافته الله انه كان يخافه كأنه يراه بعينه فهو في الحق أصدق وصف لايمان هذا الرجل المتفرد بايمانه كما تفرد (1) الكفاف من الرزق : ما كف عين الناس. وأغنی • (۲) الخديعة واختلبه : خدعة ، وخلاب وخلبوب : البرق، والخداع الكذاب ۰ (۳) اي تخدعها اا .
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/214
المظهر