ب-۲۱ 6 وكان ولا ريب يؤثر للمسلمين أن يقبلوا على دراسة القرآن ويقدموا فهمه على فهم كل كتاب ، وهذا واجبه الأول الذي لا مراء فيه ، وما من أحد مطالب بهذا الواجي قبل أن يطالب به عمر على التخصيص ، لأنه الخليفة الذي في عهده انتشر المسلمون بين أقطار المشرق وخيف عليهم أشد الخوف أن ينحل العقد الذي جمعهم وبث فيهم الهمة والبأس هو وسودهم على العالمين .
(T). . عمر وفي الأخبار التي تقلت بهذا الصدد، أن رجلا أنبأه أنهم لما فتحوا المدائن أصاب كتابا فيه كلام معجب . فسأله : أمن كتاب الله ؟.. فقال : لا ... فدعا بالدرة فجعل يضربه بها وهو يقرأ : « الر . تلك آيات الكتاب المبين ، أنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ... ) ثم قال : « انما أهلك كان قبلكم أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وأساقفتهم وتركوا التوراة والانجيل حتى درسا وذهب ما فيهما من العلم » رويت هذه الرواية عن عمر بن میمون عن أبيه ، وليس فيها ما يأباه العقل ولو حكمنا على عمل عمر بحكم الدنيا وحكم التجربة الواقعية و تركنا حكم الدين والايمان الى حين فبالتجربة الواقعية أيقن أن المسلمين بكتابهم خرجوا من الظلمات الى النور وانتصروا على من حاربوه وعندهم كل كتاب وما فرغ المسلمون بعد من قراءة القرآن ولا انقضت على تداوله، بينهم سنوات . فكيف يرضي الخليفة الذي يهمه أمر رعاياه أن ينصرفوا عنه الى کتب لا يؤمن ما فيها .. وكيف يكون الحال اذا تفرقوا شذر مذر ولهم في كل بلد قراءة غير هذا الكتاب الذي لم يفرغوا منه ولم يستوعبوا كل ما فيه ؟.. أمن عداوة المعرفة هذا أو من ایثار المعرفة التي تتقدم على غيرها .. واذا لم تتقدم هذه المعرفة على غيرها في السنوات الأولى من تداول القرآن الكريم فمتى تتقدم .. ومتى يعطى القرآن حقه الفقه والوعي والاقبال ? .. وأين هي الغنيمة الروحية التي تعدل في كتاب من الكتب بعض ما غنمه المسلمون بوحي القرآن في صدر الإسلام .. (1) أي ينفرط - (۲) أي جملهم سادة • (۳) الآية : ۲۰۲ من سورة من ? يوسف