صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/211

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يستلزمها ذلك التلفيق ، ولهذا ظهرت فيه وأمدنا نلهورها فيه بالسبب الذي يبطل العجب ويفسر الغوامض التي لا يفسرها تعليل معروف غير هذا التعليل

تلحقه عصر الا أننا على الرغم من كل هذا نفرض أن عمر بن الخطاب أمر باحراق مكتبة الاسكندرية ، فما الوصمة التي هذا الأمر؟.. ولماذا کان يحرم عليه أن يحرقها ويجب عليه أن يستبقيها ويفتح أبوابها ؟ .. ولماذا كان ينبغي أن يكون على يقين أنها شيء مفيد للمسلمين ولغيرهم من الأمم ، وأنها ذخيرة من ذخائر العالم لا يجوز التفريط فيها ? .. أمن النقص في تفكير الإنسان أن ينشأ بمعزل عن بلاد اليونان وعن حكماء اليونان فلا يطلع على الفلسفة اليونانية ?.. أكانت فائدة تلك الكتب واضحة كل الوضوح من أحوال أقوامها الذين حفظوها ، ان صح أنهم حفظوها ؟ أن أحوال الروم والقبط في ذلك العهد لم يكن فيها دليل واحد على أنهم محتفظون بينهم بمعرفة نفيسة ، وان ضياع كتبهم فيه ضياع الذخيرة ذخائر العالم التي لا يجوز التفريط فيها فقد كانوا على شر حال الضعف والفساد والجهل والهزيمة والشقاق والتهالك على سفساف الأمور . فاذا كان عمر غیر مطالب بعلم اليونانية أو غير ملوم على فوات الاطلاع عليها ، وإذا كانت أحوال الأمم أهلها لا تدل على قيمتها بل تسوغ "الاعتقاد بخلوها من كل قيمة ، فأین العيب في تفكيره آن صح انه فکر على ذلك المنوال { .. الانسان أن يكون عدوا للمعرفة على اطلاقها ، ولم يكن عدوا للمعرفة ولا رضا عنها ، بل كان مشغوفا بها حيث رآها ، دينية كانت أو أدبية ، ومن قومه أتت أو غیر قومه فكان يستشير الغرباء في تدوين الدواوين ومنافع الصناعة ولا ينهى علم شيء الا أن تكون فيه فتنة أو ضلال (۱) العيب والعار : (۲) تجيز . الفلسفة التي هي 6 { هو انما هسب عمر مهر من عن .