موقفه .. أغلب وأظهر من جوانبها النظرية، كما هو المعهود في ساسة الأمم وعواهل) الدول ، وان كان هذا لا يمنع أنه اشتاق الى نفائس الشعر ، و أطايب الأدب، لما يجده فيها من راحة النفسي، ومتعة الخاطر ويستطرد بنا الكلام على ثقافته العربية إلى الكلام على موقفه من الثقافات الأخرى في زمانه ، وعلى حقيقة الرواية التي شاعت وتواترت عن مكتبة الاسكندرية التي قيل أنه أمر بإحراقها ، فهل هو الآمر باحراقها كما جاء في تلك الرواية ? .. واذا كان هو الأمر بذلك فما دلالته على تفكيره ? وما وجهد المتبعة فيه ؟.. فحوى تلك الرواية بأن عمرو ابن العاص رفع اليه خبر المكتبة الكبرى في الاسكندرية ، فجاءه الجواب منه بما نصه : « أما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله قفي كتاب الله عنه غني : وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة اليه ، فتقدم باعدامها » قال مفصل هذه الرواية : فوزعت الكتب على أربعة آلاف حمام بالمدينة ومضت ستة أشهر قبل أن تستنفد لكثرتها ! .. وأحرى شيء أن يلاحظ في مسألة المكتبة هذه أن الذين ادحضومة وأبرأواء عمر من تبعتها كان معظمهم من مؤرخي الأوربيين الذين لا يتهمون بالتشيع للمسلمين ، وكانوا جميعا من الثقات الذين يؤخذ بنتائج بحثهم 6 (1) في هذا الموضوع : ما وه فالمؤرخ الانجليزي الكبير ادوارد جیبون Gibbon صاحب کتاب ير الدولة الرومانية في انحدارها وسقوطها » يسرد الحكاية ويعقب عليها قائلا : « أما أنا من جانبي فاتنی شدید الميل الى انكار الحادثة وتوابعها على السواء ، لأن الحادثة العجيبة في الحق كما يقول مؤرخها اذ يسألنا هو أن نسمع جری ونعجب ! وهذا الكلام الذي يقصه أجنبي غريب يكتب على تخوم ميدية بعد ستمائة سنة يوازنه ويرجح عليه ولا شك سکوت اثنين من المؤرخين كلاهما مسیحى وكلاهما مصری ، وأقدمهما البطريق يوتيخيوس Eutychius الذي توسع في الكتابة عن فتح الاسكندرية ، وان القضاء الصارم الذي نسب الى البغيض الى (۱) جمع عامل ، والعاهل : الملك الأعظم كالخليفة ۲۱۰) أدحضوها : أبطلوها عمر f .
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/205
المظهر