صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/204

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۰۱ حتی تندر عضدك ، أي تسقط ومنها وهو تكلم عن امرىء القيس : « خسف لهم عين الشعر فأفتقر عن معانی اور اصح بصر » أي استنبط عين الشعر وشق طريق المعاني وأتي بالشوارد الحسان ومنها وهو يتكلم عن نصيب المسلمين في الغنائم و بیت المال : « والله لئن بقيت ليأتين الراعی بجبل صنعاء حظه هذا المال وهو مكانه قبل أن وجهه » أي قبل أن يخجل ويحمر وجهه في ومنها قوله لاعرابي استفتاه في صيد ظبي وهو محرم : « أتقتل في الحرم وتغمص الفتيا !»، أي نعيبها ولا ترضاها ! من حمر طلبه • G

  • * *

وانما هي (1) (۳) وأشباه هذا كثير لا تخلو منه خطبة أو حديث أو کتاب ، تعمدنا أن نكثر شواهده لنرى أنه ليس بالمصادفة وليس بالتكرير لنمط واحد من العبارات ويلحق بهذا تسمية مواليه بين أسبق وأسلم ويرفأ وفرقد وذكوان و فروخ وما شابه هذه الأسماء . وهي تسمية مفردة تكاد تقتصر عليه ، الطبيعة العمرية تمثلت في صيغة الكلام وفي اختيار الأعلام . فلا تستطيع أن تسميها اغرابا أو عسلطة أو تعملا بنحو من أنحائه، اذ ليس وراءها قصد متفق في هذه الصيغ ، وأبين ما يبين فيها أنها البداهة هنا وهناك ، وانها تترجم عن الطبيعة العمرية أصدق ترجمة وأشبهها بصاحبها ، فهي قوية خشنة مستقلة جادة خالية من الزخرف . وهكذا كان المتكلم وهكذا كان كلامه الذي ينطبع عليه حين يكون منطبعا على التعبير ، فلو أن كلمات تتمثل رجلا لتراءى لنا مثال هذه في خلقه وخلقه كما كان من عفو عمر من الكلمات شخص عمر

کان عمر من ومحصل هذه الأخبار جميعا أن نخبة المثقفين في العربية ، وكان وافر السهم في ثقافة قومه وعصره ، وكان الجانب العملي من (1) الاغراب : الإتيان بالغريب (۲) الكلام بلا نظام ، و كلام معسلط : مخلط ۰ (۳) أي تصنعا . (4) أي الحظ .

.