صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/200

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على الأحماس به ، واكبار خطره ، وليس بدليل على الغفلة عنه واستصغار أثره ، وربما كانت الشدة والحجر أدل على ذلك الرفق والمحاسنة . من

تا د ا (۲) ومن الآداب العامة التي لها حظ من ذوق الجمال في معارض السياسة أدب الذكريات الذي لا يستغني عنه ولاة الأمر الموكلون بأحياء معالم الدول والاحتفال بمراسمها وأعيادها ففي هذا الأدب كان لعمر النصيب الذي يعنيه , فهو الذي اخنار أو وافق على اختيار يوم الهجرة بداية للتاريخ الاسلامی ، وانه لأصلح يوم يؤرخ به الاسلام . لأن العقائد كما قلنا في « عبقرية محمد » « تقاس بالشدائد ولا تقاس بالفوز والغلب ، و كل انسان يؤمن حين يتغلب الدين وتفوز الدعوة ، أما النفس التي تعتقد حقا ويتجلى فيها اتصار العقيدة حقا فهى النفس التي تؤمن في الشدة ، و تعتقد ومن حولها صنوف البلاء) وكلما اقترح على عمر ذوق الذكرى ، كان مجيبا الاصغاء إليه . فكان يحترم وفاء بلال واقلاعه عن الأذان بعد وفاة النبي عليه السلام . ولكنه دعاه إلى الأذان تلبية لاقتراح الجلة من الصحابة في يوم وداع دمشق بعد الفتح المبين . فبينما المسلمون يشهدون الصلاة الجامعة اذا بالصوت الذي انقطع بعد النبي يرتفع رويدا رويدا في الفضاء ويسري رويدا رويدا من الأسماع الى الصدور . والتفتوا وكأنهم يسألون : ماذا ? .. هل عاد محمد الى الأرض ؟ .. ان لم يكن قد عاد فقد عاد الحنين اليه أقوى ما ينبعث من صوت انسان الى صدر انسان فذابت قلوب لا يذيبها الهول ، وبكى أشيب أولئك الأبطال وأصبرهم على حر القتال اقتراح فيه نفحة من ته . ...

  • * *

واذا كان عمر المعجب بالجمال مستكنا وراء ستار يحوجنا الى النظر من ورائه فعمر الرياضي المشغول بالرياضة البدنية ظاهر لنا بعمله وقوله ، (۱) أي يظهر • (۲) له نفحة طيبة : أي رائحة . (۳) سادتهم وعظماؤهم (4) أي شيئا فشيئا . (5) أي أكبرهم .