۱۱۱ تقصيرا عن ذاك . فاستقدم .. عمر من فقليل من يتخيل أن عمر كان يعرف « جغرافية و الشرق كاحسن ما يعرفها رجل في وطنه ، ولكنه كان يعرفها حقا عن سماع وعن رؤية وعن زكانه تعين السمائع والرؤية . بل كان يفرض على الولاة أن يحيطوا بعلم ما يتولونه من البلاد ويعزل من پری عمار بن ياسر امير الكوفة لما شكوه اليه وقالوا في شكواهم اياه : « أنه لا يدري علام استعمل» وجعل يسأله عن المواقع والبلدان من بلاد العرب والفرس حول الكوفة سؤال مطلع خبير ، ثم عزله لتقصيره بعد اختباره . ومن الواجب أن نشك في كل خبر يوهم أن كان يجهل معرفة . المعارف العملية التي يحتاج اليها في تدبير الدولة ، فلا يعقل مثلا أنه كان يجهل المعرفة العامة بالحساب وقد كان تاجرا منذ نشأته في الجاهلية وكان يحضر الجيوش ويعرف ما هي الالوف وما هي عشرات الألوف ، فاذا استفسر عن رقم فلن يكون الا استفسار نجاهل واستعظام وليس بجهل وغرارة كما جاء في أخبار الخراج من هجر والبحرين : قال أبو هريرة ما فحواه : قدمت من هجر والبحرين بخمسمائة ألف درهم . فأتيت عمر بن الخطاب ممسيا أسلمه اياه فسأل کم خمسمائة ألني درهم قال : وتدری کم خمسمائة ألف قلت : نعم مائة ألف ومائة ألف خمس مرات قال : أنت ناعس ، اذهب فبت الليلة حتى تصبح ! .. فكل شيء يجوز أن يفهم من هذه القصة الا ان كان يجهل ذلك الرقم ولم يسمع بمثله قبل ذلك ، وهو الذي شهد الدولة وحسابها من شهد أبي بكر وأحصى الجند والمال في عهده انما هي غبطة واستعظام ، وليس هو جهلا بدلالة هذا الرقم في جملة الحساب واذا فل من يتخيل علم بالجغرافية والحساب فأقل أولئك من السماع والغناء ، ولكنه كان يسمع ويفني في بعض الأجيان ، ولا ينهى عن غناء الا أن تكون فيه غواية تثير الشهوات . جي (۱) أي علم وفهم • (۲) أي غفلة . (۳) في وقت المساء (4) من معاني الغبطة : المسرة ، وحسن الحال
هو 7 .. قلت . درهم عمر عمر من يتخيل له حظا