–۱۹۸ .
(۲) لا وأى نفاذ في تركيب الطبائع أمضى من نفاذه اذ يقول : « ما وجد أحد في نفسه كبرا الا من مهانة يجدها في نفسه » ? . أليس هذا بعينه هو مركب النقص الذي يلهج به علم النفس الحديث { .. وأي رأي في تجربة الناس أصدق من رأيه حين يقول : « لا تعتمد على خلق رجل حتى تجربه عند الغضب » أو حين أثني بعضهم على رجل أمامه فسأله : أصحبته في السفر ؟ .. أعاملته ؟ .. فلما أجابه نفيا قان : در فأنت القائل بما لم تعلم » ؟ . وأي فهم المعنى الاستعداد للعمل أقرب من فهمه حين ينصح العاملين : د اذا توجه أحدكم في الوجه ثلاث مرات فلم ير خيرا فليدعه" ? .. كذلك سداد جوابه حين سئل فيمن يشتهي المعصية ولا يقارفها وفيمن ينتهي عنها وهوز يشتهيها أيهما أفضل وأجزل مثوبة عند الله ، فكتب في هذا فصل الخطاب اذ قال : « ان الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها ، أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر كريم ). وكذلك وصيته بكتمان السر وتبيينه لحسن عقباه حين قال : « من كتم سره كان الخيار بيده » • وكذلك وصيته في الحب والبغض حين قال : « لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا » وكذلك مخافته محنة الفراغ على الناس أشد مخافته محنة الخمر حين قال : « أحدر کم عاقبة الفراغ فانه أجمع الأبواب المكروه من السكر) وكذلك وصاياه التي كانت تحفل بها كتبه الى الولاة وخطبه في الصلوات والأعياد كلها آيات من هذه الحكمة العملية التي هي خلاصة الثقافة المحمودة في أقطاب الحكم خاصة ، وفي كل رجل يزاول شؤون الحياة على التعميم اما مشاركته في سائر الفنون والمعارف التي كانت میسورة على عهده فمنها المستغرب عند من يتخيل صورة عمر من جملة أخباره ، ولا يتقصی فيها الى التفصيل (1) أي عيب و نقص 0 (۲) أي فليتر که • (۳) أي صواب من . .