صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/186

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۸ عزل خالد علم الناس انه لا من القيادة والولاية، ولا سيما بعد ما أخذ عليه ما أخذ و بعد با يسامح أحدا في أمثال هذه المآخذ. فما باله يسامح خالدا فيها : أنه اذن لصانع النصر الذي لا غنى عنه ، وان الخطر الأكبر الذي يخشاه لقد حق على الجند وعلى الدولة ، ولقد حق معه خطر آخر لا يقل عنه : أن يسكن الناس الى التفرقة في الحساب ، وأن يألفوا ما يعاب اذا عيب من الرؤوس والأقطاب"، دون الأتباع والأذناب 6

  • * *

ومسالة أخرى يجب الولاية في ألا يغفل عنها الرجل العصري وهو ينظر في عزل خالد للأسباب التي قدمناها أو لأي سبب غيرها .. وذلك أن حقوق نا غير حقوق الولاية في عصر عمر على التخصيص ، وهو العصر الذي بدأت فيه تجربة الولاية والعمالة في دول الاسلام . فالولاية في عصرنا مركز يستحقه موظف الحكومة بعد مرانة طويلة ودراسة خاصة واستعداد مقصور على من المرشحين لها لم تشركهم فيه طائفة أخرى ، وكأنها صناعة العمر التي لا يحتمل عمر الإنسان تجدید صناعتين مثلها . فاذا قيل ان واليا عزل في عصرنا فكأننا نقول ان تاجرا صودر ماله أو زارعا حيل بينه وبين زرع أرضه. ومصادرة هذا القبيل حري أن تلتمس لها أسباب من قبيلها في الرجاحة والاقناع غير أن الولاية في عهد عمر لم تكن كذلك بوجه من الوجوه ، ولم يكن لصاحبها مثل هذا الحق الذي اصطلح عليه العرف وان لم ينص عليه القانون ، وانما كانت تجربة ارتجالية يتساوى فيها المسلمين ، لا تنقطع بها صناعة العمر ولا سابقة الاستعداد والمرانة ، فيصح أن يعزل الوالي لأسباب أهون من تلك الأسباب التي قدمناها في الراحة والاقناع ، ويصح أن يكون للمزل معنى المناوبة في ندية متساوية بين جميع المسلمين . در د ابن حنتمة » أي رجل كان ! .. كلمة قالها رجل يعرف الرجال قالها عمرو بن العاص وكأنه لم يكن 6 الصالحين من (1) سكن اليه : أي اطمأن - (۲) جمع قطب ، وتطب القوم : سیدهم 1