-۱۷ . الناس ومخافة عليهم من الناس . ويستأذنه أحدهم في غزو الروم والفرس محتجا بسابق جلاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيتخذ سابق هذا البلاء حجة عليه يذوده بها عن السفر ، ويقول له : د ان لك في غزوك مع رسول الله ما يكفيك ويبلغك ، وبحسبك ، وهو خير لك الغزو اليوم ، ، وان خيرا لك ألا ترى الدنيا ولا تراك »
يجور ، و كانه { . على هذا الوجه وحده ينبغي أن نفهم كل علاقة كانت بين عمر وبين أحد من أكابر الصحابة والتابعين ، فهو القسطاس الذي لا لا يعرف الجور لو شاء . بل على هذا الوجه وحده تفهم كل علاقة بينه وبين أحد عامة المسلمين ، فلكل رجل حقه ولكل عمل حقه ، ولا ضير على أحد أن يتأخر قدره ويتقدم عمله ، ولا ينفع أحدا أن يتقدم قدره ويتأخر عمله ، فتكل عمل وله حساب ، وكل قدر وله كرامة ، وأكبر الصحابة خليق أن ينزل منزلة المرءوسين لمن سبقهم إلى العمل النافع ، وأصغر الناس خليق أن ينال جزاءه الحسن اذا استحقه ، وكل قطاس غير هذا القسطاس فانما بفارقه الحاكم لظلم أو لخوف ، وليس هذا ولا ذاك سبيل الى عمر ، لأنه عادل ، ولأنه لا يخاف ، واذا وقع ما يخافه غيره فهو ضليع بالتبعات على هذا الوجه وحده ينبغي أن نلتمس التأويل في محاسبات عمر ومعاملاته أذا وقع منها ما يحتاج إلى تأويل ، وقل في محاسبات عمر ومعاملاته ما يحتاج اليه ، لأنه كان يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره ، وحسابه لنفسه أعسر من حسابه للآخرين ففي محاسباته للقادة والولاة من كبار الصحابة لم توضع في موضع التأويل الكثير والمناقشة الحادمة كما وضعت مسألة خالد بن الوليد رضي الله عنه ... ولا يعقل أن تكون هذه المسألة شذوذا عن القادة والولاة ، لأن الذي صنعه فيها عمر هو الذي كان منتظر أن يصنعه ، (۱) أي يدفعه ويرده . (1) أحدقت النار : اتقدت وازدادت اشتعالا مسألة