۱۷۲ عمر
انك أفضل منی الك فضلك . قوة عمر عمري ? . تقد الناقدین و بحث الباحثين وحكم التاريخ في أبي بكر وعمر ، وفي موقفه الخلافة من بدايته الى منتهاه قال وقال أبو بكر : انك أقوی منی وقال عمر : آن قوتی صدقا غاية الصدق ، وجاملا غاية المجاملة ، وقضيا بالعدل والحكمة والاخاء . وتركا التاريخ يقول ما يقول ويسهب ما يسهبه ، ثم لا يزيد في فحواه كلمة على ما ضمنته تلك الكلمات الموجزات ولقد كان من أنه كان يراجع أبا بكر في خلافته حتى يرجع عن رأيه ، وكان من فضل أبي بكر أنهم يسألونه مستثيرين : والله ما ندری أنت الخليفة أم .. فيقول : هو لو كان شاء ! .. وكان فضل أبي بكر وقوة عمر جمعا لا يشذ عنه مكابر . ومن شن عنه فما له من فضل ولا قوة ينفعانه بل كان الرجلان على اختلافهما في المزاج كأنهما رجل واحد يراجع تفسيه بين الرأيين المختلفين ، حتى يستقر على أحدهما فاذا رأی لا خلاف فيه ، لأنهما يصدران عن عقيدة واحدة ويتجهان الى غرض واحد. فهما غير مفترقين الى أمد طويل وأعجوبة الاعاجيب في هذا الأمر موقف الرجلين من التي واجهتهما معا بعد موت النبي بأيام قلائل وهي مشكلة الردة ونكوص العرب عن أحكام الدين ، وحيرة الصحابة الكبار فيما يعامل به المرتدون وليس العجب أن يختلف أبو بكر وعمر في مشكلة كبيرة أو صغيرة ، وانما العجب هو نوع هذا الخلاف الذي لم يتوقعه أحد . فيخالف أبو بكر لأنه يجني الى الشدة والصلابة ، ويخالف عمر لأنه يجنح إلى اللين والهوادة .. ثم يلتفيان ولا يتعارضان فأبو بكر بأبي الا أن يحارب الدين منعوا الزكاة ويقول مصرا على هو . المشكلة الكبرى (۱) (1) أي رجوع (۲) يجنح: يميل