صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۹۹ (۲) من ہ وراثة الأنبياء » وهذه السنة هذا السكوت لايدلان على أن محمدا صلوات الله علبه أراد خلافة على فحيل بينه وبين الجهر بما أراد ولم يعتمد عمر على الشورى في اختيار الخليفة بعده وله مندوحة عنها . فقد رأی أصحابه كما قال ۔ حرصا سيئا وخلافا لايحسمه رأی واحد ، وكانت حيرته عظيمة ، بين الاستخلاف وترك الاستخلاف ، فلما قيل له وهو طعين يودع الحياة : ماذا تقول الله عز وجل اذا لقيته ولم تستخلف على عباده ، أصابته کابة .. ثم نكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه وقال : « أن الله تعالی حافظ الدين . وأى ذلك أفعل فقد سن لی. ان لم أستخلف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف ، وان استخلفت فقد استخلف أبو بكر » . واختار للشورى في أمر الخلافة أناسا ليس بين المسلمين أولى منهم بالاختيار ، وكأنهم كانوا مسمين بأسمائهم لهذه المهمة لو لم يرشحهم هو، الرشحهم لها كل مختار ولم يكن الفكاك من التبعة هو الذي أوحى اليه أن ينفض يديه ويلقي بالعبء على عواتق غيره .. فعمر لاينجو بنفسه ليوقع أحدا فيما يحاول النجاة منه ، ولكنه قدر أن الرجل الذي تختاره كثرة المحكمين هو أولى أن ينعقد عليه الاجماع وينحسم بترجیحه النزاع . فمن خرج عليه فهو باغي فتنة يتبعها الإقلون ويردعها الأكثرون وكان هذا يود لو اجتمع الرأي على اختيار على بعد المشاورة ، فقال لابنه : لو ولوها الأجلح « أي المنحمر الشعر ا لسلك بهم فسأله ابنه : فما يمنعك يا أمير المؤمنين أن تقدم عليا ? .. قال أكره أن أحملها حيا وميتا وفيما عدا الاستخلاف بعد النبي ، والاستخلاف بعد عمر، فالسياسة التي جرى عليها عمر كانت كلها سياسة عامة قائمة على أساس عام لا تفرقة فيها بين بني هاشم وغيرهم ولا بين على وغيره (۱) أي سعة . (۲) أي بقطعه • (۳) أي التخلص الطريق ..