۱۹۰ 6 أما مسألة الخلافة فالذي يزعمه فيها الذين يخوضون في القضايا والمخاصمات أن عمر رضي الله عنه تعمد أن يحول بين على الخلافة بصرفه النبي عن كتابة الكتاب الذي أراد أن يسط فيه وصاياه فلا يضل المسلمون بعده ، ويزعمون انه هو قد حال بين على والخلافة مرة أخرى يوم تركها للشورى ولم يستخلفه باسمه لولايتها واستكثروا من عمر صرامته في دعوة على الى مبايعة أبي بكر كما جاء في بعض الروايات التي ترجح صحتها ، وخلاصتها، أن عمر أتى منزل على وبه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال : والله لأحرقن علیکم الدار أو لتخرجن إلى البيعة ، فخرج الزبير مصلتا بالسيف فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ... » أو قال لهما في رواية أخرى : « والله التايعان وأتما طائمان أو لتبايعان وأنتما کارهان » فاستكثر المستكثرون هذه الصرامة ، وعدوها من اصرار عمر على الاجحاف بعلى واقصاء بنی هاشم عن الخلافة أما القول بأن . عمر هو الذي حال بين النبي عليه السلام والتوصية باختيار على الخلافة بعده ، فهو قول من السخف بحيث يسيء الى كل ذي شأن في هذه المسألة ، ولا تقتصر مساءته على عمر ومن رأى في المسألة مثل رأيه فالنبي عليه السلام لم يدع بالكتاب الذي طلبه ليوصى بخلافة على أو خلافة غيره . لأن الوصية بالخلافة لا تحتاج إلى أكثر من أو اشارة كالاشارة التي فهم المسلمون منها ایثار أبي بكر بالتقديم ، وهي اشارته اليه أن يصلي بالناس وقد عاش النبي بعد طلب الكتاب فلم يكرر طلبه ، ولم يكن بين على وبين لقائه حائل ، وكانت السيدة فاطمة زوج على عنده إلى أن فاضت تفسة الشريفة . فلو شاء لدعا به وعهد اليه ... هذا السكوت الذي لا اکراه فيه نرجع إلى كل سابقة من سنن النبي في تولية الولاة فنرى انه كان يجنب « (۱) فاضت نفسه : خرجت روحه .. كلمة تقال ، 6 وفضلا عن آله الولاية ويمنع
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/163
المظهر