۱۹۲ 6 4 عمر حسین ومما نظر إليه عليه السلام أن عمر أصغر من أبي بكر بعشر سنوات أو نحو ذلك ، فدور أبي بكر لا يحجب دور عمر ، واذا اتنفع الاسلام بمزايا أبي بكر في حينها الذي هو أحوج اليها فسينتفع الاسلام بمزايا في الحين الذي يتولاه فيه ، يوم تغني الصلابة في مدافعة الأعداء ما أغناه الرفق في تأليف الأوداء. ولا قارىء هنا أيضا أننا نستخلص النتائج من التاريخ وندرك ما كان أن كان ، فالواقع المنصوص عليه أن الذي رأيناه بعد وقوعه قد كان منظورا اليه قبل أن ينكشف عنه الغيبا . وقد نظر اليه النبي عليه السلام فقال : أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قلبي فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزءا ضعيفا ، والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفرى فرية حتى روى الناس
- وضربوا بعطن ». ولم يخف معنى هذه الرؤيا على معبريها لأنها
لا تحتمل غير تعبير واحد ، وهو الذي أشار اليه الشافعي رحمه الله فمسر ضعف النزع بقصر المدة وعجلة الموت والاشتغال بحرب أهل الردة عن « الافتتاح والازدياد الذي بلغه عمر في طول مدته » (4) (1) ويجوز أن النبي عليه السلام قد أدخل في حسابه تقديرات أخرى من هذا القبيل لا يحيط بها أبناء عصره ولا نراها نحن في عصرنا . فلهذه المسائل في العصور نواحيها الموضعية ونواحيها الخاصة التي لا يدركها كل من عاش بينها ولا يتأتي نقلها بالكتابة والتدوين . ومتى كانت هذه التقديرات التي فصلت في مسألة الترشيح للخلافة ، فأي غضاضة فيها على عمر .. انها شيء لا يتناوله وحدد وليس لكفاءة أبي بكر ولا لكفاءته هو كل اليد فيه ، وان الذي حدث لا يعدو أن يكون موازنة بين أحوال ثم تقديما للصالح في تلك الأحوال ، أو هو موعد ومناسبة وليس، بتأخير حق وكفاءة ، فأبو بكر كفو للخلافة وعمر تأخير (۱): المحبين . (۲) أي بئر ۰ (۳) : الدلو المملوء . (4) انقلبت من حالها . (5) : الدلو العظيمة ، وعرق في العين يسقي لا ينقطع (6) : أتی بالعجب . (۷) ، المكان الذي تبرد فيه الابل حول الماء