صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اهم .. (1) مثل عمر أن يطلب الكثير في هذه المواقف مثل صاحب المال : تنزل الضائقة الحازبة فيبسط ما عنده من المال جميعا ويدع للوالي القائم بالتدبير أن يختار ماله مقدار ما يريد ، وذلك أفضل الحسنيين وأكرم الواجبين ، وهو الواجب الذي يليق بثمر في صحبة الرسول .. ولا يحسبن قاریء اننا نعتسن التأويل والتخريج لننظر الى عمر في أجمل الصور ونوجه أعماله أحسن توجیه . فما نقوله هنا لا يعدو تفسير عمر نفسه لما اتصف به من الشدة في عهد رسول الله وتفسيره ، كما قال غير مرة أنه كان سينا للرسول ان شاء ضرب به وان شاء أغمده في قرابه ، وانه كان جلو از القائم بين يديه ، وليس من شأن الجلو از أن يمسك كثيرا أو قليلا من بأسه حتى يؤمر بامساکه ، ويرد الى الهوادة واللين بل هدا الذي نقوله هو الذي قاله أبو بكر رضي الله عنه في شدة عمر ولينه ، فكلما تحدثوا اليه بغلظته قال : انما يشتد لأنه پرانی لینا ، ولا غلظة على الضعفاء فيه . فكان جميلا أن تلك الحقيقة ، وأن يحتاج فيها الى تذكير واستحضار ، و كان أفضل واجبيه لا مراء أن يعرض البأس حتى یوبی"، ثم يتوب إلى اللين ولا جناح عليه وهو اليقين الذي لا يخامرنا الشك فيه أن كان خليقا ان يفهم تلك الحقيقة بتفصيلاتها لو جعل باله اليها ولم يجعل باله الى تقديم ما عنده « والجود بأقصى جوده » في انتظار القول الفاصل من رأی النبي عليه السلام ، ولولا استعداده لفهم تلك الحقيقة وما شابهها لما انتفع بالقدرة ولا أغنت معه المثل والتجاريب ومهما يكن من حاجته الى دروس معلمه وهاديه فالذي نعتقده أن مكانه الخلافة لم تقرره الحاجة الى تلك الدروس ، لأن الصحابة كلهم على حكم واحد في هذا الاعتبار سواء منهم الخلفاء الراشدون وغير الخلفاء الراشدين . فما من رجل كان بين أصحاب محمد عليه السلام الا (۱) حزبه الامر : نا به واشتد عليه . (۲) المسف : الأخذ على غير الطريق • (۳) الجلواز : الشرطی • (4) يرفض بعمر لسهو عن . عمر