۱۰۸ ومن على شاكلته المنافقين والمشركين ، وهذا عمر المستفيد بما وعی تلك الدروس ، ومعنید ذلك جميعه أن محمدا أعظم من عمر ، وليس لم يكن بعظيم معناه أن عمر
- * *
ما ). ("). .. ومن تحصيل الحاصل أن نقول أن النبي عليه السلام کان يعلم يحتاج اليه صاحبه وما يستغني عنه من الدروس . فسر لم يعوزه قط درس قوي يعلمه حب الحق وكراهة الباطل لأنها خليقة متمكنة منه أصيلة فيه موشوجة بطبعه ، ولكنه قد يعوزه حينا بعد حين أن يتعلم الصبر على الباطل ولا سيما في فوعة الشباب ، وألا يأسي على الحق ان تفوته معركة زائلة في صراعه الدائم مع خصمه القديم ، فهي معركة لا تضيع بصدمة ولا تؤخذ بهجمة . ولا تزال سجالا منظورة العواقب في ساعة النصر وساعة الهزيمة على السواء ! .. وربما أعوزه ما يعوز الأقوياء في معظم الأحايين ، وهو أن يذكروا أن الناس جميعا ليسوا بأقوياء ، وأن الناس جميعا ليسوا بعمر بن الخطاب . فاذا استطاع عمر أن يمنع الخمر مرة واحدة ، فقد يشق ذلك على آخرين واذا استطاع أن يتصدى للموت في كل لحظة فليس ذلك في وسع كل مسلم ، وقلما يستحضر الأقوياء هذه الحقيقة الا بعد تذكير وروية . أما على البداهة فهم يقيسون الناس على أنفسهم ويحسبونهم أهلا لا هم أهل له وكفؤا لما هم قادرون عليه ، ولهم من الشرف في نسيان هذه الحقيقة فوق ما لهم من الشرف في تذكارها ودوام استحضارها . وقد كان تفكير كله على البداهة في عهد النبي عليه السلام ، فكان يفضي إليه بما يوحیه عفو خاطره وتمليه بادرة فكره ، مطمئنا الى مرجع الرأي ومقطع القول بين يديه ، شاعرا بواجبه الأول أحسن شعور في هذا المقام : ، لأنه شعور الرجل الكريم الذي لا يضن بشيء من عونه فهو يعرض أقصى ما عنده لصاحب الأمر أن يكتفي باليسير منه اذا شاء ، ولكن ليس عليه هو أن يعرض اليسير ويترك لصاحب الأمر (1) أي موصولة (۲) أي أول الشباب عمر 6 ۵ من البأس ويدع .