صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ويستعظم أن له من بلسانه کما قميصه وأن يكفنه أهله في ذلك القميص ، وكان النبي يرعى في ذلك حق ابنه الذي أخلص في اسلامه وبلغ من اخلاصه أنه اقترح على النبي قتل أبيه ، وسئل النبي كما جاء في بعض الروايات : لم وجهت اليه بقميصك وهو كافر ? . فقال : إن قميصي لن يغني عنه الله شيئا ، وانني اؤمل من الله أن يدخل في الاسلام كثيرا بهذا السبب ! .. فقيل: أن ألفا من الخزرج أسلموا لما رأوا زعيمهم يطلب الاستشفاء بثوب الرسول ، وخرجت الصحابة وعمر في طليعتها بعبرة باقية هذا الدرس النبوي الحكيم . وشبية بدرس عبد الله بن أبي درس الخطيب المنوه : سهيل بن عمرو الذي أسر في بدر فأشار عمر على النبي بکسر ثنيتيه السفليين ليعجز عن الكلام ، اذ كان مشقوق الشفة السفلى ... فأبى النبي لا عسى أن يقوم مقاما لا تذمه ) فما زال وما زال عمر حتى رآه في حروب الردة يقطع يقطع السيف ، فحمد له ذلك المقام . وجاء الفتح بعد صلح الحديبية ، فرأي كما رأى المعارضون معه أن قريشا خسرت ولم تربح بالصلح الذي عارضوه ، وان المسلمين ربحوا ولم يخسروا بقبوله . وانهم زادوا عددا وزادوا حلفاء من غير المسلمين ، وان الذين رفضهم النبي من تابعيه عملا بالصلح لم ينفعوا قريشا بل كانوا بلاء القتال . وبدا ذلك مبدأ الأمر لعمر فاعتبر به وقال : « ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيرا » وتجتمع خلاصة هذه الدروس كلها في خبر واحد من أخبار عمر بعد ولايته الخلافة : وذلك حين بلغوه فتح « تستر » وذكروا له أن رجلا ارتد عن الإسلام فقتلوه ، فلامهم على قتله وقال لهم : « هلا أدخلتموه بیتا وأغلقتم عليه وأطعمتموه كل يوم رغيفا فاستتبتموه .. اللهم اني لم أشهد ولم آمر ولم أرض اذ بلغني » تلميذ محمد في الاسلام ، وهذا عمر شاهده دروس ابن سلول عمر بلاء عليها أشد . يومئذ من

4 فهذا عمر