صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سوهام هذا الذي هذا رجل لا يحب عمر ... . . اپ ذلك الشاعر الذي كان ينشد النبي بعض الأماديح فاستنصته مرتين اذ دخل عليهما عمر والشاعر لايعرفه . فصاح : وا ثكلاه ! .. من أمسكت له عند النبي ?.. فقال النبي : « هذا . الباطل » وتلك قصة تكبر عمر مرة وتكبر النبي مرات ، فلا يسمعها السامع فيخطر له أن محمدا كان يقبل الباطل الذي يأباه عمر . أو كان يهوى اللغو الذي يعرض عمر عن سماعه وانما يسمعها فيعلم أي الرجلين يهدى صاحبه في مناهج الحق ويدربه على كراهة الباطل ويعلم أن الأمام بطيق ما لا يطيقه المريد ويتسع صدره لما تضيق به صدور تابعيه ، وان محمدا أراد أن يعود الناس مهابة عمر ، وأن يستبقى لعمر سورته في محاربة الضلال ، والأيام كفيلة بترويض تلك السورة فيما ينبغي أن تراض عليه وهنا يتجلى مذهبان في كراهة الباطل ، ويتجلى فارق واضح بين مذهب المعلم ومذهب المريد : فعمر كان ينكر الباطل انکار المحارب ويرفع له سلاحه حيثما رآه ، ومحمد كان ينكره ولا يرفع له سلاحه حيثما رآه لأنه يعلم ضروبا من الباطل وضروبا من الانکار ومن الانكار أحيانا أن يتجاوز عنه ، وأن يشفق عليه اشفاق الرجل علی سخف الطفل الصغير ، وأن يتربص" به الأيام حتى يزول وأن يعالجه بسلاح المحارب وبغير سلاح المحارب ، وهو بذلك قد أعد له ضروبا من الانكار ، وكان أكمل عدة له من الراصدين له في ميدان واحد أنقول:ان الفارق بين محمد وعمر في هذا هو الفارق بين نبي وخليفة ! ? ان قلنا ذلك فقد قلنا حقا جامعا لا شبهة فيه ، ولكنا لا نعدو به تحصيل الحاصل وتكرير الأسماء ... فمحمد نبي وعمر خليفة بما في ذلك خلاف ولا بد بينهما من فارق ما في ذلك خبر جدید . فما الفارق الذي لا يعدو تكرير الأسماء أو تكرير الصفات { .. (1) اي طلب منه أن ينصت ویسکت (۲) : الانتظار ۰ (۳) الضرب

الصنف . (4) الراصد للشيء : الراتب له •

(1) . هو وو هنا بمعنی