صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/149

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ماها به أباه U. 1 و 11) والاحتساب ، ووثب عمر اليه يمشي الي جنبه ويدنى منه قائم السيف ويقول له : اصبر يا أبا جندل فانما المشركون . وانما دم أحدهم دم کلب ، ورجا - كما قال بعد ذلك - أن يأخذ أبو جندل سيفه فيضرب قال : ولكن الرجل ضن بابيه ونفذت القضية فالمحنة أعظم مما تطبقه الحمية العمرية بغير وازع من هداية نبوية . ولا ياما سكنت نفسه واطمأنت إلى حكمة سيده ومعلمه وهاديه . ولا سيما حين ناداه : ابن الخطاب ؛ .. ان رسول الله ولن يضيعني الله أبدا . هذه المراجعة كانت من خلائق عمر التي لا يحيد عنها ولا يأباها النبي عليه السلام ، وكثيرا ما جاراه واستحب ما أشار به وعارض فيه . فلا جرم يراجع النبي في كل عمل أو رأي لم يفهم مأتاه و مرماه ما أمكنته المراجعة وما قلقت خواطره حتى تثوب الى قرار اللهم الا أن تستعصى المراجعة ويعظم الخطر ، فهناك تأتي الخليفة العمرية باية الآيات من الاستقلال والحب والحزم الذي يضطلع بجلائل المهمات . فلما دخل النبي عليه السلام في غمرة الموت ، ودعا بطرس يملي على المسلمين كتابا يسترشدون به بعده أشفق عمر من مرا راجعته فيما سيكتب وهو جد خطير ، وقال : أن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا . ومال النبي إلى رأيه فلم يعد إلى طلب الطرس واملاء الكتاب ، ولو قد علم النبي أن الكتاب ضرورة لا محيص عنها لكان عمر يومئذ أول انجيين وكانت هذه سنته في حياة النبي وبعد موته في كل عمل لا يستريح اليه ، فلم يحجم عن مراجعة أمره حيا وميتا في مسألة ليست من مسائل الذي فيه فصل الخطاب ، وما كانت المسألة مسألة رأي فهو ناهض بها برأيه حتى يؤمن بخطئه أو يرده عن المعارضة أمر مطاع ، كذلك صنع بن زيد قائد الجيش إلى البلقاء وفيه جلة الصحابة من كبار السن والمقام . فقد ولام النبي القيادة ومات عليه السلام وهو في أول الطريق . فقال أسامة لعمر : ارجع الى خليفة رسول (۱) أي استقرار ۰ (۲) : الشدة (3) : الصحيفة . الوحي في قيادة أسامة