-۱٦ -
بالاهتمام والتنويه[1] على أضخم الحوادث، إن كان أوفى تعريفًا بعمرَ، وأصدق دلالة عليه.
وعمرُ يعد رجل المناسبة الحاضرة في العصر الذي نحن فيه؛ لأنه العصر الذي شاعت فيه عبادة القوة الطاغية، وزعم الهاتفون بدينها أنَّ البأس والحقَّ نقيضان؛ فإذا فهمنا عظيمًا واحدًا كعمرَ بنِ الخطاب، فقد هدمنا دين القوة الطاغية من أساسه؛ لأننا سنفهم رجلًا كان غايةً في البأس، وغايةً في العدل، وغايةً في الرحمة …
وفي هذا الفهم ترياق[2] من داء العصر، يشفى به من ليس بميئوس الشفاء.
وإنه لجهاد جديد[3] لعمر بن الخطاب، يطيب لنا أن نوجزه في كتاب.
عباس محمود العقاد