وكان يدين وطعام مكفولا له مع عمر وكان عمل الرجل تثبيت سلطان وتثبيت عفيدة هي أساس الحكم قبل كل أساسي ، فكانت عيشته الفقيرة أعون له على تثبيت العقيدة ، ثم لا غضاضة فيها على السلطان نفسه بهذه العيشة ولا أبي على غيره أن يخالفها ، ويقنع باليسير ونعطي الحق الكثير لمن يستحقه على تفاوت في المآثر والأعمال فلما ندب أبا عبيدة لتوزيع الطعام في عام المجاعة أعطاه ألف دينار وألح عليه في قبولها ولما قسم الولايات جعل لكل وال كفاء"عمله أجر عطائه الذي يعطاه كسائر المسلمين ، وهو الذي خالف أبا بكر في التسوية بين الأعطية لعلمه بتفاوت الحقوق ، فقال له : أتسوى بين من هاجر الهجرتين وصلى الى القبلتين وبين من أسلم عام الفتح خوف السيف ? .. أتجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه ? .. ولقد ظلل كلاهما على رأيه حتى قام بالخلافة فأخذ بمذهب التفضيل وتوفية العطاء حسب الحقوق أما المهابة فمن افتقر من الولاة إلى المظهر فيها لم يمنعه عمر ولم يوجب عليه أن يقتدي به في خصاصته وشظفة" ذاك ما تقضي به مصلحة الدولة حيث كان وبهذا يكون الحاكم عمر بن الخطاب قد أدي « الواجب الحكومي » على الوجه الأقوم فلا سبيل لأحد إلى أن يؤاخذه فيه بقياس حدیث أو بقياس قدیم فاذا بقي أن نستدل بتشديده في المعيشة على تفكيره أو خلقه فما هي الدلالة التي يدل عليها .. هل يدل هذا التشديد في محاسبة النفس على شيء يعاب ? .. هل هو أدنى الى النقص أو هو أدنى إلى الرجحان 7 .. ان أناسا يشددون على أنفسهم کزازة في الطبع وضيق في الحظيرة وعجز عن ملابسة الدنيا . وهذه نقائص تعاب في مقياس الفكر والاخلاق ولكن هل كانت خليقة عمر بن الخطاب خليقة المرعب المتوجس العاجز الذي الشظف عنده إلى العجز عن ملابسة الدنيا } فله عن (۱): الذلة والنقصة . (۲) : العادة والشان : (۳) أي جزاء او فار • (4) أي مضمونا ۰ (۰) :يبس العيش وخشونته • (6) : الانقباص واليبس
صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/132
المظهر