صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سمس۱۲۸ - والأناة ، حتی لا (1) علمه بأن الله وعد المؤمنين أن يورثهم الأرض لم يكن يرى في ذلك داعيا الى العجلة بالفتح كما كان يرى فيه دواعي للت يسفك دم في غير موجب ولا تعتسف خطة بغير وهية فكان همه الاكبر تأمين الجزيرة العربية من أطرافها وحماية الاسلام في عقر داره. ولولا أن الدول العظمى التي كانت تحدی" بجزيرة العرب تحفزت للبطش بها ، وقمع دعوتها في مهدها ، لكانت للدولة الاسلامية سياسة أخرى في مصاولة أولئك الأعداء فدولة الروم كانت ترسل البعوث إلى تخوم الجزيرة وتهيج القبائل الحرب المسلمين من عهد النبي عليه السلام ، وكان المسلمون يعيشون في فزع دائم من خطر هذه الدولة وأتباعها . يدل عليه كلام عمر وهو يتحدث أزواج النبي حيث يقول : « ... وكنا تحدثنا أن غسان تنتعل النعال الغزونا ، فنزل صاحبي يوم نوبته فرجع عشاء فضرب بابي ضربا شديدا .. ففزعت فخرجت اليه وقال : حدث أمر عظيم ? .. أجاءت غسان ؟.. قال : لا ، بل أعظم منه وأطول . طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه !» عن (1) وقال : أثم ? تلين : ما هو

ومن هذا الحديث يتبين لنا مبلغ الفزع من تهديد الروم للجزيرة العربية بالليل والنهار أما فارس فقد بلغ بطغيانها أن عاهلها غضب من دعوته الى الاسلام فأوفد إلى الحجاز رسولا مع نفر من الجند ليأتيه بالنبي العربي حيا أو میتا ! .. ولولا أنه مات قبل انجاز وعده واشتعلت نيران الفتن في بلاده لو طئت الجيوش الفارسية أرض الجزيرة قبل أن ينهض العرب لدفاع وما هو الا أن حفظ العرب حدودهم من قبل العراق الفارسی حنی سكنوا إلى ذلك ، وودة عمر بن الخطاب « لو أن بيننا وبين فارس جبلا من نار لا يصلون الينا ولا نصل اليهم » ولم تتغير خطته هذه الا حين استوى يزدجرد على عرش فارس و تأهب للغارة على المسلمين واخراجهم (۱) : وسطها - (۲) أي تحيط ۰ (۳) : حدود ۰ (4) أثم ؟ : أهناك ؟