صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اله أكبر منه وأحوج إلى قدرة أعلى من قدرته أو هيبة ودر. أبل مما بار هيبة ودراية ، فاذا عرضت الصعوبة الطارئة فهناك الحزم اللازم لمواجهتها والحبلة الصالحة لتدبيرها ، كأنما كان لها على استعداد ، وكأنما عاش حياته كلها يتمرس بهذه الأمور من (۱) يذبح وكان أضطلاعه بتفريج الأزمات والكوارث ، كاضطلاعه بتدبير الحاجات الى التعمير والتنظيم .. ففي السنة الثامنة عشرة للهجرة فاجأه قحط الرمادة المشهور ، وهو القحط الذي لا يقال في وصفه أوجز من قولهم يومئذ أن الوحش كانت تأوي فيه الى الانس ، وان الرجل المنضور من الجوع کان الشاة فيعافها اقبحها فنهض لهذه الكارثة نهوضه لكل خطب"، واستجلب القوت من كل مكان فيه مزيد من قوت ، وجعل يحمله على ظهره الحاملين الى حيث بشر بالجياع والمهزولين العاجزين عن حمل أقواتهم ، و آلی" على نفسه لا يأكل طعاما أتقي من الطعام الذي يصيبه الفقير المحروم من رعاياه ، فرضت عليه شهور لا يذوق غير الخبز والزيت . ونظر في كل شيء حتى في تعليم كل بيت کیف يرسله اليهم مع عماله .. فقال للزبير زبير بن العوام : « اخرج في أول هذه العير فاستقبل بها نجدا ، فاحمل الى أهل كل بيت قدرت أن تحملهم الى ، ومن لم تستطع حمله فمر لكل اهل بیت پیعبر بما عليه ، هو مرهم فليلبسوا کساءين ولينحروا البعير فليحملوا شحمه ، وليقددوا لحمه ، وليحتزوا جلده ، ثم ليأخذواكبة من قديد وكبة من شحم وحفنة من دقیق فليطبخوا و يأكلوا حتى برزق » ينتفع بالرزق الذي ...

يأتيهم

  • * *

(۲) وهذه السهولة في مواجهة كل حالة بما يوائمها هي التي تبرز لنا و مؤسس الدولة الملهم » في هذا الرجل العظيم فكل عمل هذه الأعمال سهل على القرطاس ، صعب عند تصورنا (1) من المراس والممارسة . (۲) عاف الرجل الطعام أو النسراب : كرهه. (۳) الأمر (4) : أقسم : (5) أي يجففوه (۹) : أي يلائمها ويناسبها الصحيفه . (V)