صفحة:عبقرية عمر (المكتبة العصرية).pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مده ۱۱- فهاد محمد بن استعد استعد لكم من ذلك يومئذ مبر من أهله ، ومسمی الى المدينة وسعد معه ، وأعاد عمر سؤاله فلم شبت له من أمره ريبة ، إلا أنه اتقى الفتنة والخطوب منذرة ، فعزله وقال الشاكه : « أن الدليل على ما عندكم من الشر نهوضكم لهذا الأمر وقد الله لا يمنعنی من النظر فيما لديكم وان نزل بكم » وقال لسعد تهمة خصومه : « هكذا اظن بك يا أبا اسحق !.. ولولا الاحتياط لكان سبيلهم بيننا ». ثم أبي أن يفارق الدنيا وفي ذمته شهادة لسعد يعلنها لملا المسلمين ، فلما حضرته الوفاة وسألوه أن يستخلف ، أبى أن يخلف أحدا عليا وعثمان وطلحة و الزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا « لأنهم نفر توفي رسول الله وهو عنهم راض ، فأيهم استخلف فهو الخليفة » ... فان أصابت سعدا فذاك ، والا فأيهم استخلف فليستعن به ، فاني لم أعزله عن عجز ولا خيانة أمثلة الوفاء بجميع الحقوق والرعاية لجميع الذمم من حاكمين ومحكومين ولا يبعد أن يقع الغبن على بعض الولاة الكفاة من فرط العناية بشکایات الرعية ، الا أن في حزمه وعدله لم يكن يفوته مفرق الصواب بين الأمرين .. فغبن وال أو قائد أهون من غبن أمة أو جیش.. ومن أقواله في ذلك : « هان شيء وأصلح به قوما أن أبدلهم أميرا مكان ثم قال : - وهذا مثل من عمر أمير » .. سا من بل ربما جرى منه حكم العزل على الولاة الكفاة لغير أسباب الشكاية أو القصاص . وانما هو سبب من الأسباب التي ترجع الى سلامة الدولة أو ما نسميه في العصور الحديثة بالسياسة العليا ، وهذه أن يغفل عنها ولاة الأمر في أيام تأسيس الدول وتجربة النظم الحديثة ، وأولها عصمة الدولة من فتنة الولاة المقتدرين المحبوبين فربما كان الوالي المقتدر الحبوب أخطر على الدولة الناشئة في الوالي العاجز البغيض اذا لم يتعهده نظر ثاقب وحساب أسباب لا يصح أسسها من