وتكاتب ملوكها . فاياك أن تبرح حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .. وقد أنفذت اليك كتابي هذا ومعه أهل مشارف اليمن ممن وهب نفسه الله ورسوله ورغب في الجهاد في سبيل الله ، وهم عرب وموال ، رجال وفرسان ، والمدد يأتيك متواليا ان شاء الله تعالى »
فكان دستوره في الحرب أن يضع الأسس العامة ويعهد في تنفيذها الى ذي خبرة وأمانة ، ولا يتخلى عن تبعته العظمى في مصائر الحرب كل التخلى اعتمادا على القائد وحده ، اذ ليس القائد بالمسئول الوحيد عن المصير ..
فاذا رأى القائد را یا وخالفه هو في رأيه أعانه بالمدد والمشورة على الأخذ بالرأي الذي دعاه اليه ، وأبطل معاذيره بتوضيح الأمر واعانته عليه..
ولقد كان الى جانب هذا السهر على الميادين عامة لا يغل١ يد القائد فيما يحسن أن تنطلق فيه ، فاذا تجاوز الأمر سياسة الحرب العامة من فتح الميادين وفك الحصار وانتظام الهجوم ، فمن حق القائد عنده أن يختار لنفسه ولا ينتظر الرجوع اليه ، وأن يجري في ادارة المعركة على الوجه الذي تمليه ضرورة الساعة ، ولهذا استشاره أبو عبيدة في دخول الدروب خلف العدو فكتب إليه : « أنت الشاهد وأنا الغائب ، والشاهد پیری ما لايرى الغائب ، وأنت بحضرة عدوك ، وعيونك٢ يأتونك بالأخبار ، فان رأيت الدخول الى الدروب صوابا فابعث اليهم السرايا وادخل معهم بلادهم وضيق عليهم مسالكهم ، وان طلبوا اليك الصلح فصالحهم ..»
فهو يضع القواعد العامة للحملة كلها منذ بداءتها
وهو يختار القائد الضليع٣ بتسيير تلك الحملة
وهو بعد هذا لا يعني نفسه من التبعة ، ولا يعفي القائد من واجب الرجوع اليه في المواقف الحاسمة ، ولا يغل يده فيما هو أدرى به وأقدر
على الاختيار فيه ، ولا يني أن يعينه اذا خالفه في الرأي ليتفق الريان