صفحة:عبقرية الصديق (المكتبة العصرية).pdf/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و واحقاقا للحق ، رونما للامور في نصابها فاننا لم نر العقاد قد حاد عن الحق في اية من تلك العبقريات او التراجم ، كما أنه لم يلق بین صفحاتها بدعوى من غير برهان مقنع ، بل رأيناه يؤيد كل ما قاله بشواهد من التاريخ وفي هذا دلالة قاطعة على أن الراي القائل بأن اسلوب العقاد في معالجة تلك التراجم والسير قد غلبت عليه الانفعالية التي نأت به عن المنهج العلمي السليم قد جانبه الصواب . فمن الإنسان. للرجل وللعصر وللدراسات الأدبية ان ندع ذلك الهوج العلمي او الاندفاع الفكري الذي يتشدق به البعض ممن يبوون أنفسهم مقعد أساتذة النقد والتمحیصی والسؤال الذي يفرض نفسه على اولئك البعض هو : لم نسمي تلك النزعة انفعالا ؟ ألم يكن من الانسان لأنفسنا وللرجل أن نسميها وتاكيدا • 1 f وو بعد تلك العجالة الخالية من النقاد ومنهجه في كتابة العبقريات فانا نمود بالقاری، الى هدفنا الأساسي من كتابة هذه الكلمة التي تصدر بها هذه الطبعة من عبقرية الصديق ، الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحبة الوني الامين ، وثاني اثنين اذ هما في الغار ، وهو الأني قال عنه النبي عليه السلام : وما لاحد عندنا يد الا وقد كائيناء بها ، ما خلا أبا بكر فان له بدا يكافيه الله بها يوم القيامة ، . لقد أوفاه العتاد حقه من التقدير والتوقير في هذه الدراسة بلا مراء • واثبت لقرائه بما لا يدع مجالا لباحث من انه الصديق قولا وفعلا وعملا في كل خلائقه وشمائله نهر الكريم السمع الودود ۰۰ وهو الامين في الصداقة والامين في السيرة ، والأمين في المال ، والأمين في الإيمان ، والامين في الحكومة إلى جانب شجاعته في الراي وفي القتال ثم هو في كل اولئك اكثر من الامین • ولم يفت العقاد في هذه الدراسة أن يعالج کالعهد به العديد من مفات الصديق أبي بكر رضي الله عنه في اسلوب جزل رصين اشتهر به العقاد بین کتاب عمره ٠ نناقش خلال صفحاته دعاوی المستشرقين واباطيل المبطلين فيما يتعلق ببعض مراحل حياة الصديق رضي الله عنه ومواقفه مدعما كل ذلك بالدليل المواضيع والحجة البينة التي لا تملك ازاءها سوى التسليم وقد تالق العقاد في هذه الدراسة عندما تصدى للرد على تلك الغرية الكبرى التي تقول بها بعض اعداء الاسلام بالنسبة لخلافة أبي بكر و قالت تلك الفرية : ان هناك اتفاقا سابقا ومؤامرة دبرت بين أبي بكر وعمر وابي عبيدة لياخذ الخلافة الاول والثاني والثالث رضوان الله عليهم . .