انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و من رد معاوية هذا ، تبدو النية الواضحة في فتح أبواب الخلاف واحداً بعد واحد . كلما أغلق باب منها بقي من ورائه باب مفتوح ، لا ينتهي الخلاف باغلاقه . فتسليم قتلة عثمان لا يكفي ، لأن علياً نفسه متهم بالاغراء والتخذيل وبراءة على من هذه التهمة لا تكفي لأن المرجع بعد ذلك إلى الشورى والنظر في البيعة من جديد . وشورى الحجازيين والعراقيين لا تكفي لأن الحق قد خرج منهم إلى أهل الشام ، وهم الحكام على الناس . لأنهم يحكمون لمعاوية ولا يحكمون لغيره . ومن ثم، بطلت الحجج والرسائل كما تبطل كل حجة وكل رسالة عند ما يقال باللسان غير ما يجول في الصدور وزحف علي من الكوفة الى صفين ووجد جيش معاوية على الماء . فتحاه عنه بعد أن أبى عليه معاوية أن ينحيه بغير قتال . وبدأت العثرات من ثم في كل خطوة يخطوها للسلام أو للقتال ، فلا يتحفز فريق من أنصاره للحرب حتى يثنيه فريق آخر يحرمها ولا يقول بوجوبها، وتحاجز القوم نيفا وثمانين فزعة . وتصاولوا في وقعات شتى غامرت بها طائفة من هنا وطائفة من هنا ، وقلما اشتبك فيها الجيشان

في وقعة جامعة حتى كانت وقعة الهرير ، وحاقت الهزيمة بجيش معاوية

— ٩٨ —