العافية ، وقد أكثرت في قتلة عثمان ، فان رجعت عن رأيك وخلافك ودخلت فيا دخل فيه المسلمون . ثم حاكمت القوم إلى حملتك واياهم على كتاب الله . وأما تلك التي تريدها - يعني الخلافة - فهي خدعة ـ الصبي عن اللبن . ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدنني أبرأ (1) قريش من دم عثمان ، واعلم انك من الطلقاء " الذين لا تحل لهم الخلافة ولا يدخلون في الشورى وقد بعثت اليك وإلي من قبلك جرير بن عبد الله، وهو من أهل الايمان والهجرة. فبايعه ، ولا قوة الا بالله » ' فرد عليه معاوية بما يلي : . سلام عليك. أما بعد ، فلعمري لو بايعك الذين ذكرت وأنت بريء من دم عثمان ، لكنت كابي بكر وعمر وعثمان. ولكنك أغريت بدم عثمان وخذلت الانصار، فأطاعك الجاهل وقوي بك الضعيف . وقد أبي أهل الشام الاقتالك حتى تدفع اليهم قتلة عثمان ، فان فعلت كانت شورى بين المسلمين . وانا كان الحجازيون هم الحكام على الناس والحق فيهم، فلما فارقوه كان الحكام على الناس أهل الشام ، ولعمري ما حجتك على أهل الشام كحجتك على طلحة والزبير ، ان كانا بايعاك فلم أبايعك أنا . فأما فضلك في الاسلام وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلست أدفعه » .
- *
١ - اطلق معاوية وابوه من الامر يوم فتح مكة
عبقرية الامام علي (٧)
— ٩٧ —