والمتذمرين في جيشه، ولم تزل تتعاقب وتتفاقم عليه حتى مني بالعثرة التي لا تقال . .. وكان ذلك في وقعة صفين . فانه نظر بعد غلبته في العراق ، فلم يجد أمامه خصماً يقف في طريق الخلافة الا جيش معاوية بالشام، فعمد معه الى خطته التي جرى عليها مع خصومه كافة حيث كانوا وكانت منزلتهم من الجاه والقوة ، ونعني بها خطة المسالمة والبدء بالاقناع . فطالت المراسلة منه الى معاوية ، ومن معاوية اليه ، وفي مثل واحد منها، ما يغني عن كثير . كتب الى معاوية بعد وقعة الجمل ، وقد سبقته كتب كثيرة من المدينة : سلام عليك . أما بعد ، فان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام، لأنه بايعني الذين بايعوا أبا بكر وعثمان على ما بويعوا عليه . فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد ، وانما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فاذا اجتمعوا على رجل وسموه اماما كان ذلك الله رضى ، وان خرج عن أمرهم ردوه إلى ما خرج عنه ، فان أبي قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً . وان طلحة والزبير بايعاني ثم تقضا بيعتهما ، وكان نقضها كردهما، فجاهدتها بعد ما أعذرت اليها ، حتى جاء الحق وظهر أمر الله ، وهم كارهون . فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، فان أحب الأمور الي قبولك - ٩٦ - 1
1
— ٩٦ —