انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فمن اللحظة الأولى ، أخذ في تجنيد قوى الخلافة الدينية التي لا قوة له بغيرها .. فعزل الولاة الذين استباحوا الغنائم المحظورة، وتمر غوا بالدنيا ، وطمعوا وأطمعوا رعاياهم في بيت مال المسلمين ، وأثاروا على عثمان سخط السواد وسخط الفقهاء المتحرجين والحفاظ الغيورين على فضائل الدين . ورد القطائع التي وزعتها بطانة عثمان بين المقربين وذوي الرحم ، فصرفتها عن وجوهها التي جعلت لها من اصلاح المرافق واغاثة المفتقرين اليها على شرعة الانصاف والمساواة . ورجع الى خطة أبي بكر وعمر في تجنيب الصحابة الطامحين الى الامارة فتنة الولايات ، مخافة عليهم من غوايتها وابعاداً لهم من دسائس الشيع والعصبيات . فلما طالبه طلحة والزبير بولاية العراق واليمن ، قال لهما : بل تبقيان معي لأنس بكما ، وسأل ابن عباس : « ما ترى ؟ » فأشار بتولية الزبير البصرة وتولية طلحة الكوفة . قال علي : ( ويحك . . ان العراقين بهما الرجال والأموال ومتى تملكا رقاب الناس يستميلان السفيه بالطمع ، ويضربان الضعيف بالبلاء ، ويقويان على القوي بالسلطان ولو كنت مستعملا أحداً لضره أو نفعه لاستعملت معاوية على الشام ، ولولا ما ظهر من حرصهما على الولاية لكان لي فيهما رأي " .

1

— ٩٢ —