به من صفوف المسجد : « اتق الله يا عثمان ، فانك قد ركبت أموراً وركبناها معك. فتب الى الله تتب .. ثم ترك عثمان في المدينة بين المؤتمرين به ومضى الى فلسطين ، وسمع وهو يقول : ( والله اني كنت لألقى الراعي فأحرضه على عثمان ) . فكل علة للثورة على خلافة علي ، فهي تعلل موضوع ينخدع به قائله أو يخدع به غيره . إلا تلك العلة التي طوت فيها جميع العلل ظاهرها وخافيها وصريحها ومكذوبها . وهي الخلاف بين مبادىء الخلافة الدينية ومبادىء الدولة الدنيوية، وضرورة الفصل بين هاتين الخطتين . وان كان في ظاهره فصلاً بين رجلين . فلما بويع بالخلافة ، كانت هذه البيعة ايذانا بانقسام الحلقة بين الندين للصراع الاخير ، أو كانت ايذاناً باصطفاف المتسابقين الى غاية لا بد من بلوغها . ولن تخطر على البال غاية لهذا السباق المحتوم غير انتهاء الخلافة أو انتهاء الملك على النحو الذي تهيأت له عناصر النظام الاجتماعي الجديد . فأما انتهاء الملك في بدايته ، فقد كان بعيداً - بل كان عسيراً جداً في تلك الآونة - كما يعسر إنطفاء النار وهي تهب بالاشتعال ... وأما انتهاء الخلافة فهو الذي كان ، وهو الذي كان منظوراً ان يكون ، ولم يكن غيره بمنظور . فمن الفضول لوم علي على شيء
1901
— ٩٠ —