انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فوجب اولا ان يتضح الموقف بينهما ، وان يزول الالتباس عن فلق صريح . ووجب وقد زال الالتباس ، وتقابل الضدان اللذان لا يتفقان ، ان يبلغ الخلاف مداه . ولن يزال قائماً حتى تكتب الغلبة لمبدأ من المبدأين وحكم من الحكمين، وليس لعلي أو معاوية على التخصيص . هذه هي العلة الكبرى التي تنطوي فيها جميع العلل الظاهرة . و خليق بكل علّة أخرى أن تكون تعلة موضوعة يستر صاحبها غير ما يبطن ، أو ينخدع في زعمه وهو غافل عن معناه . خذ لذلك مثلا علة طلحة وأصحابه الذين ثاروا على علي ليطلبوه بدم عثمان ، وهم لم يدفعوا عنه في حياته بعض ما دفع علي عنه . وقد كان طلحة . أعطيته كذا وكذا ذهبا وهو عثمان كثيراً ما يقول : ( ويلي . من يروم دمي . اللهم لا تمتعه به ولقه عواقب بغيه ) . وساء ظن الناس بنقمة طلحة على عثمان حتى حدث بعضهم أنه رآه . يوم مقتله يرمي الدار ، ويقود بعض الثائرين الى الدور المجاورة ليهبطوا منها الى دار عثمان ، وهو حديث يفتقر الى السند الوثيق ، ولكنه يتم على ظن الناس بصداقة طلحة للخليفة المقتول .

-AA-

— ٨٨ —