انتقل إلى المحتوى

صفحة:عبقرية الامام علي (دار الكتاب العربي 1967).pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ويطلب الكوفيون الزبير فلا يجدونه ، والبصريون يطلبون طلحة فلا يجيبهم ، فقالوا فيما بينهم : لانولي أحداً من هؤلاء الثلاثة. فمضوا الى سعد بن أبي وقاص فقالوا : انك من أهل الشورى . فلم يقبل منهم ، ثم راحوا الى ابن عمر فأبى عليهم ، فحاروا في أمرهم . ثم قالوا : ان نحن رجعنا الى أمصارنا بقتل عثمان من غير إمارة اختلف الناس في أمرهم ولم نسلم ، فرجعوا الى علي فالحوا عليه ، وأخذ الأشتر بيده فبايعه وبايعه الناس وكلهم يقول : لا يصلح لها الا علي. فلما كان يوم الجمعة وصعد على المنبر ، بايعه من لم يبايعه بالأمس وكان أول من بايعه طلحة بيده الشلاء ، فقال قائل : « انا لله وانا اليه راجعون ، ثم الزبير ، ثم قال الزبير ( انما بايعت عليا واللج على عنقي والسلام . » وهذا الخبر على وجازته ، قد حصر لنا أسماء جميع المرشحين للخلافة بالمدينة عند مقتل عثمان . وربما كان أشدهم طلباً لها طلحة والزبير ، اللذان أعلنا الحرب على علي بعد ذلك . فقد كانا يهدان لها في حياة عثمان ، ويحسبان أن قريشاً قد أجمعت أمرها ألا يتولاها هاشمي، وأن علياً وشيك أن يذاد عنها بعد عثمان كما ذيد عنها من قبله ، وكانت السيدة عائشة تؤثر أن تثول الخلافة الى واحد من هذين . أو إلى عبد الله ابن الزبير ، لأن طلحة من قبيلة تيم والزبير زوج أختها أسماء، وفي تأييد السيدة عائشة لواحد منهم مدعاة أمل كبير في النجاح . على أن الرأي هنا لم يكن رأي قريش، ولا رأي بني هاشم . فلو ان

-At-

— ٨٤ —