الباب الذي كان قد أغلق بعد فتحه ، ـه ، فاقتحموا الدار . حولها . واقدموا على فعلتهم النكراء بعد احجام كثير . من الدور التي لو لم تقع الواقعة في هذه اللحظة الطائشة ، لوقعت في لحظة غيرها لا يدرى كيف تبدأ هي الأخرى . فانما هي بادرة واحدة من رجل واحد ا تسوق وراءها كل مجتمع حول الدار من المهاجمين أو المدافعين ، ولا أكثر من البوادر بين ثوار لا يجمعهم رأي، ومدافعين لا يضبطهم عنان .. ونقل الخبر الى المسجد ، وفيه على جالس في نحو عشرة من المصلين فراعه منظر القادم وسأله : ( ويحك ما وراءك ؟ ، قال : « والله قد فرغ من الرجل ، فصاح به : ( تبا لكم آخر الدهر . ، وأسرع الى دار الخليفة المقتول . فلطم الحسن، وضرب الحسين ، وشتم محمداً بن طلحة وعبد الله ابن الزبير وجعل يسأل ولديه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ؟ ، فأجاب طلحة : ( لا تضرب يا أبا الحسن ولا تشتم ولا تلعن، لو دفع مروان ما قتل » .
قال سيف بن عمر عن جماعة من شيوخه : « بقيت المدينة خمسة أيام بعد مقتل عثمان ، وأميرها الغافقي بن حرب ، يلتمسون من يجيبهم الى القيام بالأمر، والمصريون يلحون على علي وهو يهرب الى الحيطان ،
١ - البساتين.
— ٨٣ —