سماعه عن هذه البطانة ، ولم يكن أيسر على بطانته من اقناعه بضعف هذا الرأي من امرأة ضعيفة . فكان مروان يقول له : ( والله لإقامة على بعد خطيئة تستغفر الله منها أجمل من توبة تخوف عليها . . وكان هو يأذن له أن يخرج ليكلم الناس، فلا يكلمهم الا بالزجر والاصرار . كما قال لهم يوماً : ما شأنكم قد اجتمعتم كانكم جئتم لنهب . شاهت الوجوه . جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا . ارجعوا إلى منازلكم ، فأنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا . . اذن بطلت الروية ، ولم يبق الا لحظة طيش لا يدرى كيف تبدأ ، ولا يؤتى لأحد اذا هي بدأت أن يقف دون منتهاها .
هجم الثوار على باب الخليفة، فمنعهم الحسن بن علي وابن الزبير و محمد ابن طلحة ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وطائفة من أبناء الصحابة . واجتلدوا فمنعهم عثمان ، وقال لهم : ( انتم في حل من نصرتي وفتح الباب ليمنع الجلاد حوله . ثم قام رجل من أسلم يناشد عثمان أن يعتزل ، فرماه كثير بن الصلت الكندي بسهم فقتله ، فمن جنون الثوار يطلبون في القاتل من عثمان ، وعثمان يأبى أن يسلمه ويقول لهم : « لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي .. وعز على الثوار أن يدخلوا من
-AY-
— ٨٢ —